فغضب إله الآلهة وأجاب: «سوف أحفظ لنفسي القوة الأولية، والسلطة المطلقة، والأسرار الأساسية إلى أبد الدهر، فأنا البدء وأنا النهاية.» فقال بعطار: «إن لم تقاسمني قوتك وجبروتك، تمردت أنا وأبنائي وأحفادي على قوتك وجبروتك.» فانتصب إذ ذاك إله الآلهة فوق عرشه، وقد امتشق المجرة
18
سيفا وقبض على الشمس ترسا، وبصوت ارتعشت له جوانب العالم صرخ قائلا: «ألا فاهبط أيها المتمرد الشرير إلى العالم الأدنى، حيث الظلمة والشقاء، وابق هناك منفيا شريدا تائها حتى تنقلب الشمس رمادا وتتحول الكواكب إلى هباء منثور.» في تلك الساعة هبط بعطار من مقر الآلهة إلى العالم الأدنى، حيث تقيم الأرواح الخبيثة، وقد أقسم بسر خلوده أنه سيصرف الدهور محاربا والده وإخوانه واضعا الأشراك
19
لكل محب لوالده أو مريد لإخوانه.» فقال الزعيم وقد تقلصت جبهته، واصفر وجهه: «إذن فاسم إله الشر بعطار؟»
فأجاب لاويص: «كان اسمه بعطار إذ كان في مقر الآلهة، ولكنه قد اتخذ له بعد هبوطه إلى العالم الأدنى أسماء أخرى منها: بعلزبول وإبليس وسطنائيل وبليال وزميال وأهريمان وماره وابدون والشيطان، وأشهرها الشيطان.»
فردد الزعيم لفظة الشيطان مرات بصوت مرتعش يشابه حفيف الأغصان اليابسة لمرور الهواء، ثم قال: «ولماذا يا ترى يكره الشيطان البشر بكرهه الآلهة؟»
فأجاب لاويص: «إن الشيطان يكره البشر ويعمل على إبادتهم؛ لأنهم من نسل إخوانه وأخواته.»
فقال الزعيم محتارا: «إذن فالشيطان هو عم البشر وخالهم؟»
فأجاب لاويص وقال بلهجة لا تخلو من التشويش والالتباس:
Неизвестная страница