فعطف الله إذ ذاك علي وانحنى فوقي، وهمس في أذني كلمات تذوب رقة وحلاوة، وكما يطوي البحر جدولا منحدرا إليه، توارى الله في أعماقه.
وعندما انحدرت إلى الأودية والسهول، كان الله هناك أيضا.
هل تأيدت العدالة؟
وكان عرس في قصر الأمير في إحدى الليالي، وكان المدعوون يدخلون ويخرجون، فدخل رجل مع الداخلين، وحيى الأمير باحترام ووقار، فنظر إليه الجميع بدهشة؛ لأن إحدى عينيه كانت مفقودة، والدم ينزف من نقرتها الفارغة.
فسأله الأمير قائلا: «ما دهاك يا صاح؟» فأجابه الرجل قائلا: «أنا لص أيها الأمير، وقد اغتنمت فرصة في ظلمة هذه الليلة على جاري عادتي، وذهبت لأسرق أموال أحد الصيارفة.
وفيما أنا أتسلق الجدار لأدخل دكان الصيرفي ضللت سبيلي، ودخلت من نافذة جاره الحائك، فعدوت طالبا الهرب وأنا لا أبصر شيئا لشدة الظلام، فلطم نول الحائك عيني وفقرها، ولذلك أتيتك الآن ملتمسا أن تنصفني من الحائك.»
فأرسل الأمير واستدعى الحائك، فأحضر الحائك في الحال، فأمر الأمير أن تقلع عينه.
فقال له الحائك: «بالصواب حكمت أيها الأمير، فإن العدالة تقضي بقلع عيني، ولكنه غير خاف على سموك أنني أحتاج في حرفتي إلى عينين لكي أرى حاشيتي الشقة التي أنسجها، غير أن لي جارا إسكافيا له عينان مثلي، ولكنه لا يحتاج في مهنته إلا إلى عين واحدة، فاستدعه إن أردت واقلع إحدى عينيه للمحافظة على الشريعة.»
فأرسل الأمير في الحال واستدعى الإسكافي، فحضر واقتلعت عينه.
وهكذا تأيدت العدالة!
Неизвестная страница