============================================================
147 أول من اشتهر بالحداء فى الاسلام رجل يقال له أنجشة الحادى يضزب به المثل ويهلك الابل بحسن صوته كان يحدوفى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى الخبر عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى قوما فيهم حاد يحد وفقال ممن القوم قالوامن مضر فقال صلى الله عليه وسلم وأنامن يضر قال أى العرب حدا أولا قالوا ان رجلا منا وسمومله عزب عن ابله فى الربيبع فبعث غلاماله مع الابل فا بطا فضربه بعصا على يده فانطلق الغلام يقول وايداه وايداه وقال هبيبا هيبا فتحركت الابل لذلك فسارت وانبسطت ففتح الناس الحداء قال أهل الطب ان الصوت الحيسن يسرى فى الجسم والعروق فيصفو الدم وتنموله النفس وترتاح الروج وتهتزا الجوارح وتخفب الحركات بالسماع ويعلل به المريض ويشغله عن التفكر فمن ثم أخذت العرب الغناء كمامر وكانت ملوك القرس تلهى المحزون بالسماع *(خاتمة الفصل فى الاقوال فى الغناء) * قال بعض المفسرين فى تفسير قوله تعالى يزيد فى الخلق مايشاء هو الصوت الحسن وذكرا بعضهم فى قوله تعالى فهم فى روضة يحبرون أى يلتذون بالسماع فيها قال الاوزاعى وغيره اذا أخذ أهل الجنة فى السماع لم يبق شجرة فى الجنة الاغني ورد فى الخبرليس فى خلق الله تعالى أحسن صوتامن اسزا فيل فاذا أخذ فى السماع قطع على أهل السموات صلاتهم وتسبيحهم وقال رجل يارسول الله حبب الى الصوت الحسن فهل فى الجنة صوت حسن فقال اى والذى نفسى بيده ان الله تعالى ليوحى الى شجرة فى الجنة ان أسمعى عبادى الذين اشتغلوا بعبادتى عن عزف البرابط والمزامير فترفع صوتالم يسمع الخلائق مثله من تسبيح الرب وتقديسه وقال اعرابى يارسول الله هل فى الجنة من سماع فقال عليه السلام نعم يا اعرابى ان فى الجنة لنهرا على حاقتيه الابكار من كل هيفاء بيضاء خمصانة فيتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط فل ذلك هو أفضل نعيم أهل الجنة وفى الخبران فى الجنة أشجاراعليها أجراس من فضة فاذا أراد أهل الجنة السماع بعث الله تعالى ريحا من تحت العرش فتقع فى تلك الاشجارفتتحرك تلك الاجراس بأصوات لوسمعها أهل الدنيا لما تواطربا وعن أبى هريرة رضى الله عنه لاهل الجنة سماع من شجرة أصلها من ذهب وثمرها اللؤلؤو الزبر جديبعث الله ريحافتحرك بعضها بصوت ماسمع أحد صوتا أحسن منه ذكره الامام التعلبى فى تفسيره وقال مالك بن ديثار بلغنا فى الخبران الله تعالى يقيم داود عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش فيقول يادا ود مجدنى اليوم بذلك الصوت الرخيم وقيل فى الخبران داود عليه السلام كان يخرج الى صحراء بيت المقدس يوما فى الاسبوع ويجتمع الخلق فيقرأ الزبورا بالقراءة الرخيمة وكانت له جاريتان موصوفتان بالقوة والشدة فكا نا يضبطان جمسده ضبطا خفيفا خيفة ان تنخلع أوصاله مما كان ينتحب وكانت الوحوش والطيور تجتمع لاستماع قراء ته وقال صلى الله عليه وسلم لابى موسى الاشعرى لما أعجبه حسن صونه لقد أوتيت منمارا من مزاميرآل داود وكان السلف بسستمعون ويحضرون مجالس الغناء قال رجل للحسن البصرى رحمه الله ما تقول فى الغناء فقال الشسيخ نعم العون على طاعة الله يصل الرجل به رحمه ويواسى به صديقه وكان أبو يوسف القاضى صاحب أبى حنيفة يحضر مجلس الرشيد وفيه الغناء فيجعل مكان السرور بكاء كانه بتذكر تعيم الاخرة وقد تحن القلوب والارواح الى حسن الصوت حتى الطير والبهائم وقيل النحل والابل أطرب الحيوان الى الغناء لا نهما يجتمعان بصفير الغناء قال افلاطون
Страница 126