Лингвистические заблуждения: третий путь к новой классике
مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
Жанры
يقولون: لا تقل «اشتريت زوجا من الأحذية» وقل «زوجين»؛ لأن الزوج في العربية هو الفرد المزاوج لصاحبه. جاء في كتاب «درة الغواص» للحريري: «يقولون للاثنين: «زوج»، وهو خطأ؛ لأن الزوج في كلام العرب الفرد المزاوج لصاحبه، وأما الاثنان المصطحبان فيقال لهما: زوجان، كما قالوا: عندي زوجان من النعال ... وكذلك يقال للذكر والأنثى من الطير: «زوجان»، كما قال تعالى:
وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى ... وقال:
قلنا احمل فيها من كل زوجين (هود: 40)، أي ذكرا وأنثى.»
كل هذا حسن وجميل ، ولكن في سياقات معينة يكون ثقيلا ومسترذلا ومتعثرا في الدلالة: هبني اشتريت سبع علب من الأحذية لي ولأبنائي في كل علبة زوجان، أو هبني اشتريت ثلاث عشرة علبة، فماذا أقول بالله عليك: اشتريت أربعة عشر زوجا من الأحذية، أو ستة وعشرين زوجا في الحالة الثانية؟ أهذا بربك يمكن أن يقال في الحياة الحقيقية؟ أليس هذا بثقيل ملتبس الدلالة؟ أليس الأقرب للسليقة أن أقول اشتريت سبعة أزواج من الأحذية، ومفهوم أن كل زوج هو حذاءان اثنان وليس فرد حذاء بالطبع والبديهة؟! وماذا لو علمنا أن الصحاح واللسان والتاج ومد القاموس ومتن اللغة قد أجازت جميعا أن يقال للاثنين: هما زوجان، وهما زوج؟ لماذا نضيق على العربية مجال الدلالة وفيها متسع، لماذا نقلص الدلالة وننقصها من أطرافها؟ ولمصلحة من نفقر هذه اللغة الرخية الرحيبة؟ وأي طائل دلالي أو جمالي نناله من وراء التضييق؟
لغتنا رخية سخية رحيبة: تجيز أن نستعمل المفرد بمعنى المثنى (اشتريت حذاء جديدا، خلع نعله، تحلت أذناها بقرط، ضعف الشيء أي مثلاه، رأيته بعيني ...)، ونستعمل المثنى للمفرد (قفا نبك، قص شاربيه، يحمل همومه على كاهليه ...)، والجمع للمفرد (قص شواربه، وأردف أعجازا ...)، والجمع للمثنى (فتوردت وجناته، ضحك ملء أشداقه، كحلت عيونها، عريض الأكتاف، مشى على أقدامه،
قالتا أتينا طائعين ،
إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ...).
منسوب الماء
ويقولون: لا تقل «منسوب الماء» والصواب: «مستوى الماء»؛ لأن المنسوب في العربية هو ذو الحسب والنسب، أو الشعر المنسوب أي الذي فيه نسيب أي غزل، أو الخط المنسوب أي ذو القاعدة. وأقول: لماذا لا نضيف هذا المعنى الجديد إلى المعاني القديمة؛ لدقته الدلالية وبخاصة في مجال العلم (منسوب الماء في البئر أو في النهر أثناء الفيضان أو منسوب السائل في المخبار ...)، وكلها مختلفة في معناها عن مجرد «المستوى»: إنها «الارتفاع» الحاصل في المستوى محددا ومقيسا، لماذا نحبس الدلالة في حذاء صيني ونخنق العربية بأيدينا؟ لماذا نقف بالألفاظ حيث وقف الأسلاف ونوجس من توسيع الدلالة في زمن تتسع فيه المعاني وتتفجر بلا توقف ؟
وقد جاء في «معجم الصواب اللغوي» أنها صحيحة: «يشيع في الاستعمال المعاصر قولهم: منسوب الماء، ويعنون به المستوى الذي يصل إليه في ارتفاعه، وهو معنى لم يرد عن العرب، فهو من باب التوسيع الدلالي للكلمة، وقد أوردتها المعاجم الحديثة بهذا المعنى الجديد، ونص الوسيط على أنها محدثة.»
Неизвестная страница