قال ﷿: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ [الكهف/ ١٠]، وقال: سَآوِي إِلى جَبَلٍ [هود/ ٤٣]، وقال تعالى: آوى إِلَيْهِ أَخاهُ [يوسف/ ٦٩]، وقال: تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ [الأحزاب/ ٥١]، وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ [المعارج/ ١٣]، وقوله تعالى: جَنَّةُ الْمَأْوى [النجم/ ١٥]، كقوله: دارُ الْخُلْدِ [فصلت/ ٢٨] في كون الدار مضافة إلى المصدر، وقوله تعالى: مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ
[آل عمران/ ١٩٧] اسم للمكان الذي يأوي إليه.
وأَوَيْتُ له: رحمته، أَوِيًّا وأَيَّةً ومَأْوِيَةً، ومَأْوَاةً «١» .
وتحقيقه: رجعت إليه بقلبي وآوى إِلَيْهِ أَخاهُ [يوسف/ ٦٩] أي: ضمّه إلى نفسه.
يقال: أواه وآواه. والماوية في قول حاتم طيئ:
٣٦-
أماوي إنّ المال غاد ورائح
«٢» مأويّة فقد قيل: هي من هذا الباب، فكأنها سميت بذلك لكونها مأوى الصورة.
وقيل: هي منسوبة للماء، وأصلها مائية، فجعلت الهمزة واوا.
أ
الألفات التي تدخل لمعنى على ثلاثة أنواع:
- نوع في صدر الكلام.
- ونوع في وسطه.
- ونوع في آخره «٣» .
فالذي في صدر الكلام أضرب:
- الأوّل: ألف الاستخبار، وتفسيره بالاستخبار أولى من تفسيره بالاستفهام، إذ كان ذلك يعمّه وغيره نحو: الإنكار والتبكيت والنفي والتسوية.
فالاستفهام نحو قوله تعالى: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها [البقرة/ ٣٠]، والتبكيت إمّا للمخاطب أو لغيره نحو: أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ [الأحقاف/ ٢٠]، أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا [البقرة/ ٨٠]، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ [يونس/ ٩١]، أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ [آل عمران/ ١٤٤]، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ [الأنبياء/ ٣٤]، أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا [يونس/ ٢]، آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ [الأنعام/ ١٤٤] .
والتسوية نحو: سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ