315

Муфрадат аль-Коран

مفردات القرآن للفراهي

Редактор

د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي

Издатель

دار الغرب الإسلامي

Издание

الأولى

Год публикации

٢٠٠٢ م

Жанры

"فِيلُبُّس وجد نَثَنائيل، وقال له: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء: يسوع بن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل: أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح! ".
وهذا من تكبّر هذه الفرقة. فإن "الناصرة" إن كان مولد عيسى ﵇ فأيّ حَقارة في النسبة إليها؟ وقد زعموا أن "الناصرة" كانت مولده، كما جاء في أناجيلهم (١). بل إنه يُدعى "ناصريًّا"، كما جاء في متّى (٢٣:٢) (٢):
"وأتى وسكن في مدينة يقال لها: ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعى ناصريًّا".
وزعم الطاعنون أن القرآن لم يعرف هذه التسمية، وجعلها من النصرة، لما جاء فيه:
﴿كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾ (٣).
وهذا الطعن منشؤُه الجهلُ بمعنى الآية. فإنّها إنما ذكرت أمرًا حقًا، ولم تذكر وجه التسمية. نعم فيها إشارة إلى أن المسمّين بالنصارى يجب عليهم نصرُ الحق، لما في اسمهم تذكار لذلك. وأمثال هذه الإشارات توجد في كلام الأنبياء. قال عيسى ﵇ لشمعون -وكان يدعى "صفا"- (متى ١٨:١٦):
"وأنا أقول لك أيضًا: أنت صفا. وعلى هذا الصفا أبني كنيستي" (٤).

(١) انظر لوقا ٢٦:١ و١٦:٤.
(٢) في الأصل والمطبوعة: ٢٤ وهو سهو.
(٣) سورة الصف، الآية: ١٤.
(٤) في الترجمة البيروتية: " ... أنت بُطرُس وعلى هذه الصخرة ... " فخفيت بلاغة الكلام على من لا يعرف أن "بطرس" معناه: الصخرة.

1 / 323