وكذلك الكواكب قد تدل بقوة حركاتها على ما يحدث في هذا العالم وهي غير ذلك المحدث الذي تدل عليه وأما قولنا في حد الزمان المعلوم وسائر ما يتبعه فإنما نعني به الوقت الذي يستدل فيه بقوة حركات الكواكب على ما تدل عليه في وقته ذلك من حالات الأشياء وما يدل عليه مما يكون بعد زمان من الأزمنة المستقبلة وذلك لأن المنجم العالم بأحكام النجوم ينظر في بعض الأوقات المعلومة في شيء من الأشياء فيقول إن حركة الكواكب في هذا الوقت تدل على أن هذا الشيء في وقت الدلالة بعينه حاله كذا وكذا وبعد هذا بسنة أو بوقت آخر محدود يكون حاله كذا وكذا فقد استدل من زمان معلوم على شيء في وقته ذلك وفي زمان مستقبل فأما المنجم فهو العالم بحالات الكواكب ودلائلها والمخبر بما يكون عنها من وقت معلوم في وقته ذلك وفي الوقت الآتي المحدود فأما العالم فهو كالجنس وأما سائر ما يتبعه فهو كالفصول
والنجوم وإن دلت على كل شيء في هذا العالم فإنه لا يمكننا أن نعلمه بكنهه لعجزنا عنه لأن دلالة النجوم على الأشياء التي في هذا العالم على ثلاثة أوجه أولها الحال التي تلطف وتغمض دلالات الكواكب فيها حتى لا نحيط بها ولا بالأشياء التي تدل عليها بحالاتها من الأنواع والأشخاص علما والثاني ما نعلم حالات الكواكب في الدلالة عليه ونعجز عن معرفة كمية وكيفية الأشياء المدلولة عليها لضعفنا عنه وصعو بته علينا والثالث ما نعلم دلالاتها عليه ونعلم من كمية وكيفية الأشياء المدلول عليها
Страница 234