وقسمت هذه المنطقة بثلاثمائة وستين درجة فأصاب كل برج ثلاثين درجة وجعلوا كل درجة ستين دقيقة وكل دقيقة ستين ثانية وكل ثانية ستين ثالثة وكذلك قسمت الروابع والخوامس والسوادس والسوابع والثوامن والتواسع والعواشر والحوادي عشر والثواني عشر إلى ما يتبع ذلك وإنما قسموا هذه المنطقة بثلاثمائة وستين درجة لأن لهذا العدد عامة الأجزاء كالنصف والثلث والربع والخمس والسدس والسبع والثمن والتسع والعشر وهو قريب من أيام سنة الشمس الفصل الثالث في علة عدد البروج وإنها اثنا عشر لا أقل ولا أكثر
إن ناسا ممن خالفنا ردوا ما ذكرت الأوائل من عدد البروج وقالوا لم زعموا أن البروج اثنا عشر لا أقل ولا أكثر فقلنا إن أراطيس الحكيم هو الذي أبان عن هذه الصور الثماني والأربعين التي في الفلك وعن أسمائها وصوب رأيه كل الحكماء المتقدمين ووافقوه على ذلك للعلل التي ذكرها في بعض كتبه يطول الإخبار عنها هاهنا فصارت اثنا عشر منها في منطقة فلك البروج فلهذه العلة قالوا إن البروج اثنا عشر
فأما العلة الفلسفية التي من أجلها قالت الأوائل إن البروج اثنا عشر لا أقل ولا أكثر فإنها وجدت الأشياء التي تكون وتفسد في هذا العالم من أربعة أركان مركبة وهي النار والأرض والهواء والماء وكل شخص يكون من هذه الأركان الأربعة ويفسد فله ثلاث حالات ابتداء ووسط ونهاية وهذه الأربعة الأركان في عدد حالاتها الثلاث يكون اثني عشر وهذه الاثنا عشر حالا إنما يكون بدلالة البروج وعددها فلما كانت البروج بعددها هي الدالة على الأركان الأربعة وعلى عدد حالاتها الثلاثة وكان عدد هذه الأركان الأربعة في عدد حالاتها الثلاثة اثني عشر علموا أن البروج اثنا عشر
Страница 190