334

وأما اتصال النظر بالطول فهو أن تكون الكواكب في البروج التي تناظر بعضها بعضا من التسديسين أو التربيعين أو التثليثين أو المقابلة وإذا كن كذلك فالسريع السير ذاهب إلى الاتصال بالبطيء ئلى إلى أن يصير السريع في برجه في مثل درجة ودقيقة الكوكب البطيء في البرج الذي هو فيه فإذا صار مثله فقد تم اتصاله به وابتداء قوة اتصال النظر إذا كان بين الكوكبين اثنتا عشرة درجة وكلما تقارب أحدهما من صاحبه بالنظر كان أقوى له وربما كان الكوكب ذاهبا إلى اتصال بكوكب بالمقارنة أو بالنظر فلا يدركه في برجه ذلك حتى يتحولا كلاهما إلى البرج الذي يتلوهما وإذا كان كوكبان في درجة ودقيقة واحدة واتصل بهما كوكب فإنما يعد اتصاله منهما أول شيء بالكوكب الذي له في البرج الدافع أكثر الحظوظ من البيت أو الشرف أو الحد أو المثلثة أو الوجه ثم يكون اتصاله بعد ذلك بالكوكب الآخر وإذا اتصل كوكبان من درجة ودقيقة واحدة بكوكب فإن الذي له منهما أكثر المزاعمة في برج الكوكب القابل لاتصالهما يعد أولهما اتصالا به وصاحب الحد هو المقدم على غيره من سائر المزاعمين إذا استوت مزاعمتهم وإذا كان الكوكب الخفيف في آخر البرج خالي السير قد خرج قوة نصف جرمه إلى البرج الثاني منه وشعاع كوكب آخر بطيء في أول ذلك البرج الذي يتحول إليه الخفيف وهما لا يتناظران فإنه يكون بينهما امتزاج قليل بطبيعتهما ولا يعد الخفيف متصلا بالبطيء حتى يتحول إلى البرج الآخر فعند تحو يله ونظره إليه يكون الخفيف متصلا بالبطيء

وفي هذا كله إذا جاز أحدهما صاحبه بدقيقة أو بأقل فقد انصرف عنه إلا أنهما يكونان ممتزجي الطبيعة فإن لم يلق الخفيف جرم كوكب أو نوره في ذلك البرج فإنه لا يزال أحدهما في طبيعة الآخر ما دام السريع في برجه ذلك وأقوى الامتزاج طبيعتهما عند الانصراف قبل أن ينصرف عنه بدرجة تامة وإن لقي الخفيف في ذلك البرج كوكبا بجرمه أو بنوره فإنه عند تمام اتصاله بالآخر يفارق طبيعة الكوكب الذي انصرف عنه بالنظر ويكون في طبيعة الكوكب المتصل به لأن حال اتصال المقارنة خلاف حال اتصال النظر

Страница 768