وذلك كزحل والقمر إذا كانا في برج واحد وكان بعد ما بينهما دون اثنتي عشرة درجة أمامها أو خلفها كان زحل في قوة جرم القمر والقمر لا يكون في قوة جرم زحل حتى يكون بينهما دون تسع درجات بشيء فإذا كان كل واحد منهما في قوة جرم صاحبه قو يت دلالة مقارنتهما وإذا كانا مع ذلك في حد واحد كانا أقوى في الدلالة وكلما تقارب أحدهما من صاحبه كانا أزيد قوة في دلالة ما يدلان عليه فإذا التقيا بجرميهما صارا في نهاية دلالتهما على الخير أو الشر فإذا فارق أحدهما صاحبه ضعفت دلالتهما وكلما تباعدا كانا كذلك في ضعف الدلالة إلى أن يخرج أحدهما من البرج الذي فيه الآخر وإذا كان بينهما مقدار نصف جرم كل واحد منهما وأحدهما ذاهب إلى الآخر فهو أقوى لدلالتهما منه إذا كان بينهما ذلك القدر من الدرج وأحدهما قد فارق الآخر وإذا كانا الكوكبان في برجين مختلفين وكان كل واحد منهما في قوة جرم الآخر بعدد الدرج فإنه لا يقال لهما مقترنان لاختلاف برجيهما بل يقال إن أحدهما في قوة جرم الآخر ولمخالطة قوة جرميهما يكون لهما الدلالة على الشيء القليل مما يدلان عليه عند المقارنة
فأما الكواكب الثابتة فإن الأوائل لم تجعل لها مقدار أجرام فإذا قارن بعض الكواكب السبعة كوكبا من الكواكب الثابتة وكان بينهما مقدار نصف جرم ذلك الكوكب الذي هو من السبعة أو أقل فالكوكب الثابت في قوة جرمه وعلى هذا النحو يكون حالها في قوة أجرامها إذا قارنت بعض السحابيات أو رؤوس الجوزهرات أو أذنابها أو سائر ما ذكرنا
وقد ظن قوم أن الكوكبين إذا اقترنا إنهما يجتمعان بجرميهما في موضع واحد من الفلك وليس ذلك كذلك وإنما معنى اقترانهما مسامتة أحدهما الآخر لأن أحدهما أعلى من صاحبه وفلكه خلاف فلك الآخر فيسامت أحدهما صاحبه فيحاذيان موضعا واحدا من فلك البروج ويتحركان على سمت واحد فيراهما الناظر إليهما مقترنين لبعدهما من الأرض وبين أحدهما وصاحبه بعد كثير في العلو فلهذه العلة قلنا إن معنى الاقتران إنما هو المسامتة
Страница 742