323

وذلك كزحل والقمر إذا كانا في برج واحد وكان بعد ما بينهما دون اثنتي عشرة درجة أمامها أو خلفها كان زحل في قوة جرم القمر والقمر لا يكون في قوة جرم زحل حتى يكون بينهما دون تسع درجات بشيء فإذا كان كل واحد منهما في قوة جرم صاحبه قو يت دلالة مقارنتهما وإذا كانا مع ذلك في حد واحد كانا أقوى في الدلالة وكلما تقارب أحدهما من صاحبه كانا أزيد قوة في دلالة ما يدلان عليه فإذا التقيا بجرميهما صارا في نهاية دلالتهما على الخير أو الشر فإذا فارق أحدهما صاحبه ضعفت دلالتهما وكلما تباعدا كانا كذلك في ضعف الدلالة إلى أن يخرج أحدهما من البرج الذي فيه الآخر وإذا كان بينهما مقدار نصف جرم كل واحد منهما وأحدهما ذاهب إلى الآخر فهو أقوى لدلالتهما منه إذا كان بينهما ذلك القدر من الدرج وأحدهما قد فارق الآخر وإذا كانا الكوكبان في برجين مختلفين وكان كل واحد منهما في قوة جرم الآخر بعدد الدرج فإنه لا يقال لهما مقترنان لاختلاف برجيهما بل يقال إن أحدهما في قوة جرم الآخر ولمخالطة قوة جرميهما يكون لهما الدلالة على الشيء القليل مما يدلان عليه عند المقارنة

فأما الكواكب الثابتة فإن الأوائل لم تجعل لها مقدار أجرام فإذا قارن بعض الكواكب السبعة كوكبا من الكواكب الثابتة وكان بينهما مقدار نصف جرم ذلك الكوكب الذي هو من السبعة أو أقل فالكوكب الثابت في قوة جرمه وعلى هذا النحو يكون حالها في قوة أجرامها إذا قارنت بعض السحابيات أو رؤوس الجوزهرات أو أذنابها أو سائر ما ذكرنا

وقد ظن قوم أن الكوكبين إذا اقترنا إنهما يجتمعان بجرميهما في موضع واحد من الفلك وليس ذلك كذلك وإنما معنى اقترانهما مسامتة أحدهما الآخر لأن أحدهما أعلى من صاحبه وفلكه خلاف فلك الآخر فيسامت أحدهما صاحبه فيحاذيان موضعا واحدا من فلك البروج ويتحركان على سمت واحد فيراهما الناظر إليهما مقترنين لبعدهما من الأرض وبين أحدهما وصاحبه بعد كثير في العلو فلهذه العلة قلنا إن معنى الاقتران إنما هو المسامتة

Страница 742