88

نعم إنا لم نعترض البحث في شؤون ذلك المقام الجليل إبان نهضتنا، لا بل إلى قبيل جرأة أنقرة على الكرامة كيفما كانت وضعيته، وذلك حذرا من توسع شقة الاختلاف لئلا يتخذه أعداء الإسلام وسيلة للتعريض بمكانته، ولا نكلف سوانا بما لا يراه، عملا بقوله تعالى:

قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا

ومع هذا فهو المسؤول أن يجعل هذه البيعة مدار ألفة للمسلمين تضم قاصيهم ودانيهم، وتسوقهم إلى حسن التآلف مع مجاوريهم من أبناء دينهم وسكان بلدانهم من أهل الكتب السماوية وسائر مواطنيهم، بما ألقته إليهم الشريعة الإسلامية، وتطبيق ما فرض في أمر «لهم ما لنا وعليهم ما علينا» وكل ما أوجبه عليهم من المنكر، مؤملين منهم حسن القيام بكل ما هو في معنى هذا مما أوجبه الله عليهم فردا فردا وجماعة جماعة، وبالأخص العلماء والأعلام في أقطار الإسلام كافة.

وإنه لما كانت العائلة العثمانية ممن سبقت لها خدمات لا تنكر ومفاخر لا تستحقر للإسلام والمسلمين، ولما كان الحكم الأخير عليهم مما تتفتت له الأكباد وتتفطر منه المهج، رأينا من واجب أخوة الإسلام أن تهيئ لها ما يساعدها بما يقوم بأودها ويدفع عنها الغائلة في أمر معاشها.

فمن أحب الاشتراك في هذه المثوبة العظمى من سائر أرباب الشهامة، فعليه أن يشعر رئاسة وكلائنا بمكة المكرمة بما يريده؛ والله جل شأنه وتعالت قدرة سلطانه يعلم أن غايتي الوحيدة هي خدمة الإسلام وأقوامي أبناء الجزيرة خصوصا والمسلمين عموما، فهو المسؤول وحده لا شريك له وأن يجعل لنا وإياهم منه وليا ويجعل لنا من لدنه نصيرا، وهو المستعان وهو ولي التوفيق ولا حول ولا قوة إلا به، والصلاة والسلام على خير خلقه وآله وصحبه أجمعين.

الحكومة الركابية الثانية

وغادر جلالته شرق الأردن عائدا إلى مكة يوم الخميس في 14 شعبان 1342 الموافق 20 آذار 1924.

وفي أوائل شهر نيسان 1924 وصل المعتمد البريطاني الكولونيل كوكس وباشر عمله.

وبتاريخ 3 أيار 1924 الموافق 29 رمضان 1342 ألف الركابي وزارته الثانية كما يلي:

رئيس النظار

Неизвестная страница