أسد علي وفي الحروب نعامة
ربداء تجفل من صفير الصافر
فبهت هو أيضا، وقال:
حسبي الله ونعم الوكيل. ما لهذا الإنسان الذي لا يعرف حده؟ أرجوك ألا تؤاخذه في نفسك. وأما ما رأيت من احتياط هنا فليس بأمري، ولكن ما حدث على الصدر الأعظم محمود شوكت باشا أوجب على المسؤولين عن الأمن العام أن يتذرعوا بما وقع، فعذرا. وإننا دائما نحب أن نعمل بنصائح سيادة الشريف وإشارته. أما وهيب فأنا لم أطلب أن يكون واليا على الحجاز، ولكن لما أنهينا عنه أنا نريد تعيينه قائدا، قال وزير الداخلية وواليا أيضا للاقتصاد. هذه حقيقة الأمر. وأنا أرجو الاجتماع بك في كل فرصة.
فقلت: قد يكون الاجتماع مفيدا جدا. ثم قمت مستأذنا وخرجت.
وفي اليوم التالي كنت بدار الصدر، في الساعة الحادية عشرة، وإذا بطلعت باشا هناك - وهو وزير الداخلية، وهو الذي ولي الصدارة بعد ذلك أثناء الحرب العامة - وإذا بهما على غير ما رأيتهما بالأمس. رأيت عليهما أثر الغضب والنظر الشزر، فتكلم طلعت وقال:
اسمع، إنه لا يهمنا تغيير الولاة في كل شهر، ولكن الذي يهمنا هو إنشاء الخط الحديدي من المدينة إلى مكة ومن جدة إلى مكة، ومن ينبع إلى المدينة؛ فإن قام والدك بمسؤولياته في هذا الباب، عملنا له كل ما يريد. وإن رفض فلا وداد ولا بقاء. وإليك شروط للشريف: ثلث دخل الخط يصرفه كما يشاء، وله الإمارة مدى الحياة ومن بعده لأولاده. وستوضع تحت أمره القوة الكافية لتأمين التنفيذ، وستصغي الدولة إلى مشاريعه في هذا الباب، وستضع تحت يده ربع مليون من الجنيهات ينفقها على العربان. سافر في أول باخرة بهذه الاقتراحات، ونحن ننتظر الجواب، فإن رضي وبلغنا بالرضا، فسافر أنت إلى المدينة المنورة، لتجد هناك شيخ الإسلام خيري أفندي ينتظرك لتباشرا وضع أساس الخط، وإن رفض فلا عتب.
فقلت: هل لي أن أجيب؟ فقال: هذا قرار الدولة.
فقلت:
سأبلغ، وسيرفض ويعتبر هذه الأقوال رشوة وحقارة؛ وهو لا تهمه الإمارة ولا تهمه الدراهم، ولا عليه أن يتولى أبناؤه الأمر من بعده أو غيرهم، ولكن بلغوه، بواسطتي أو واسطة غيري، أن يكتب إليكم برأيه في إقامة الخط وما ينبغي لذلك، فسترون أنه سيدلي لكم بخير النصائح.
Неизвестная страница