عطية
18 فبراير
عزيزي عطية:
لعل خطابي هذا يصلك بعد انفضاض الجمعية العمومية، وتكون بذلك قادرا على أن تصور لي في كلمة إحساس الناس نحوها وسلوك الأعضاء والوزارة فيما بينهم، كما أني آمل أن يكون قرار الجمعية صادرا عن بحث ودرس وتقدير لمصلحة مصر لا عن مجرد إحساس تدفعهم إليه كتابات الجرائد أو رغبة في إرضاء الحكومة طمعا في رتبها ونياشينها.
والحال عندنا في باريس فيما يتعلق بهذه المسألة غريب أيضا، فإن أخواننا المصريين هنا عقدوا اجتماعا لجمعيتهم وكلهم الحماس، ولا أنكرك أن قد سرت لي العدوى أنا الآخر، ولكن مصيبتي أني أرجع بعد كل مسألة لنفسي أسألها عن حقيقة عملها، وأخيرا جمعوا جمعية ثانية ولم أرهم أكثر حماسا في اجتماع منهم في هذا الاجتماع، ولقد قررنا إرسال تلغراف للبرنس رئيس الجمعية، أظنك قرأت خبره في الصحف.
أما عن أعمال أخينا ... فلا غرابة فيها ما دمت تذكر أطواره السابقة وأحواله، هو من جماعة الذين يريدون أن يعملوا كل ما يسمعون أن الآخرين يعملونه؛ لذلك لا أعجب إذا علمت أنه اختطف مخطوبته وطار بها في الجو بعد أن اخترعت الطيارات والبالونات.
لقد رجع إلى باريس كل بهائها وإن كانت بعض المواصلات لا تزال معطلة، وسأذهب الليلة إلى التياترو آمل أن أجد فيه رواية طيبة وممثلين كالذين نراهم دائما هناك.
وأهديك عظيم تحياتي والسلام.
محمد
21 فبراير
Неизвестная страница