أما أن ديننا أمرنا في هذه المسألة بأشياء معينة فذلك ما لا شك فيه، ولكني أحسب هذه الأوامر تقوم من جهة إن العلم فرض على كل مسلم ومسلمة، ومن الأخرى يقول تعالى:
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف .
البك :
وهل تستطيعون تفسير القرآن وأومر الدين بخير مما فسره الأئمة.
محمد :
ليس هذا موضع البحث ساعة، كما أن الإمام الشافعي قرر أن واجبا أن يكون لكل زمن مجتهد يشرح له أحكام دينه، فإذا كان أهل زمننا رأوا خطأ في التفسير القديم - وليس الخطأ بمستحيل على ابن آدم - أو رأوا فيه ما يناقض المصلحة، وأن ممكنا التوفيق بين المصلحة والدين فمن الحمق الأكبر أن نقف متبلدين أمام أقوال الزمن القديم ... والواقع أن الذي يحول بيننا وبين العدل في مسألة المرأة وفي غيرها مهما كان فاسدا به، ولكنه الاستبداد الذي تخلل نفوسنا وأفسد ملكاتنا وتوصل شره إلى الدخول في دمنا، فلم يبق في الإمكان أن نتخلى نحن عن الظلم بل تدفعنا نفوسنا فلا نكتفي بظلم أقراننا وبظلم النساء حتى نظلم الدين هو الأخر في حين أن الدين لا ذنب له.
الأستاذ :
أوما أوصى صاحب الشريعة مرارا وتكرارا بالمرأة؟ ولكني يا أخي لا أعرف السبب الذي من أجله حرفت هذه الوصايا، أحسب ذلك جاء إلى الأفكار والكتب نتيجة أنه كان موجودا في العمل بما أدخله اختلاط الأعجام بالعرب الفاتحين من الترف وحجب النساء والاستمتاع عيانا بيانا بالقيان، وطبيعي أن الترف يجر وراءه الرق ما دام غير مبني على أساس من العلم الصحيح.
والواقع أن الحال النازلة بالمرأة اليوم لا شأن للدين فيها، ولكنها نتيجة لازمة من نتائج التاريخ الذي حكم الأمة العربية قرونا طوالا.
حسن :
Неизвестная страница