120

Мемуары молодости

مذكرات الشباب

Жанры

ثم حملنا قطار صغير من (بورتو سريزو) إلى (لونيو) على شاطئ بحيرة (ماجبوري)، ومن لونيو سافر بنا قارب أحسن بكثير من القارب الأول قاصدا (ايزولا بلا - الجزيرة الجميلة).

كان إلى جانبي على القارب سيدة فرنساوية ومعها ابنها، وهو طفل عمره ثلاث سنوات، وبينما هو يلعب نادته: أندريا، أندريا تعال هنا! فذكرني ذلك قول أخرى لابنها ذي الخمس عشرة سنة: «ألبير، ألبير لا تعمل هذا» وتقول ذلك بنفس اللهجة التي تخاطب بها أم أندريا طفلها؛ ذلك أن الفرنساوية متشابهة دائما في معاملة ابنها، فهي دائما شديدة في الأمر لينة في التنفيذ، وتصحبه دائما قبلة لطيفة ... لست أحكم ... وربما كانت هذه التربية أضمن لتخريج جمهوريين.

ايزولا بلا ... قصر وحديقة جمالها أبدع ما يرى، وينبئان عن ترف ممتع مكسال، وهذه الجبيلات وهذه الحديقة القائمة على عشر درجات ترتفع كل عن الأخرى عشرة أمتار! ... عن أي شيء تنبئ ؟ ... وايزولا ماورا وحديقتها الغريبة ... إلا أن الإنسان ليجمل الطبيعة ويعطيها من الإبداع ما يفوق كل خيال. قفلنا راجعين من لونيو إلى بونتي تيريزا وكان إلى جانبي إيطالي ومعه بنتاه، وكبراهما جميلة، وهي فوق ذلك بديعة محبوبة، وإنها لتحمل في ناظرها من الحب والعطف مبلغ ما ينم عنه من الرغبة ثدياها الناهدين.

تورينو 22 يوليو

قمت بالأمس من لوجانو بقطار الساعة واحدة وأربع وعشرين، وكان معي اثنين من الأمريكيين، فابتدأنا الحديث، وعرفت أنهما آتيان من لوسرن قاصدان فنيسيا (البندقية)، ويريدان أن يزورا مونيخ وهولاندة ولوندرة وايقوسيا ثم يرجعان من أرلندا إلى بلادهما، وقد اختارا هذه البلاد لأن لكل ميزة لا يشاركها فيها غيرها.

هما من غير شك مخطوب وخطيبته أو هما في شهر العسل، وإنها لفكرة جميلة أن يزورا العالم معا ثم يرجعان إلى بيتهما وقد خلقا لنفسيهما في ذلك عالما عظيما من الخيال والذكر. دخلنا بعد كومو في سهل اللومباردي فتجلى أمامنا ناطقا جميلا الاختلاف المهول بين الألب والسهل، وظهر بعيدا الأفق يترنح ثملا تحت النور المبياض.

نحن الآن في إيطاليا الإيطالية، فمنازل من الطوب وإلى جانبها بيوت ترابية اللون كأنها من اللبن، وكلها وإيانا ينهكها الحر المفرط.

ميلانو

المحطة عظيمة، وأمامها ميدان كبير، والسماء تعكس من بياضها نورا يعمي الأبصار، وقام القطار إلى تورينو فإذا عربات الدرجة الثانية قذرة دنيئة، أما عربات الدرجة الأولى فأحسن كثيرا مع حفظ الفارق، وكان إلى جانبي إيطالي يحكي لي عن إيطاليا: هذه البلاد البديعة حسن قوله المبالغ فيه لا شك ولو بعض الشيء، فتلك عادة كل أوربي فرنساويا كان أو سويسريا أو طليانيا أو ... حيث يظهرون وطنيتهم في هذا الشكل النافع والذي ربما كان أحسن الأشكال.

تورينو ... ما أقربها في الشكل للقاهرة، القهوات، وبائعو الشربات في الشارع، والتراب، والذباب ... غير أن الناس يظهرون أقل تعسا وأكثر فرحا وبهجة.

Неизвестная страница