279

Записки Пиквика

مذكرات بكوك

Жанры

وتسللوا، وكانوا على وشك أن يتقدموا في هدوء وسكينة، لو لم يعبث المستر ونكل ببندقيته، ويأت ببعض الحركات المعقدة الدقيقة، فيطلق النار في أحرج لحظة، من فوق رأس الغلام القصير، في ذلك الموضع بالذات الذي كان رأس الحارس الطويل سيكون فيه، لو أنه كان واقفا في البقعة التي وقف الغلام فيها.

وصاح الشيخ واردل قائلا: «لماذا بالله فعلت هذا؟» وقد رأى الطير تفر آمنة ليس عليها من سوء.

وأجاب ونكل المسكين، وهو ينظر إلى قفل البندقية، كأن النظر إليها يجدي: «لم أر بندقية كهذه في حياتي، إن رصاصها ينطلق من تلقاء ذاته، وستفعل هذا حتما.»

وصاح واردل في شيء من القلق والهياج: «ستفعل هذا حتما! أتمنى لو أنها قتلت شيئا، ومن تلقاء ذاتها أيضا!»

وقال الحارس الطويل بصوت خفيض، ولهجة المتنبئ: «لن يمضي وقت طويل يا سيدي حتى تفعل هذا.»

وأجاب المستر ونكل بغضب: «ماذا تعني يا سيدي بهذه الملاحظة؟»

وقال الحارس: «لا بأس، يا سيدي، لا بأس ، أنا لست متزوجا ولا رب أسرة، وهذا الغلام الذي هنا ستأخذ أمه تعويضا حسنا من السير جفري إذا هو قتل في أرض صيده، أعد حشو بندقيتك يا سيدي، أعد حشوها.»

وصرخ المستر بكوك من جانب العربة، وقد ريع من تلميحات ذلك الحارس، وإشاراته المؤلمة: «خذوا منه هذه البندقية، ليأخذها منه أحد منكم، هل تسمعون ما أقول؟»

ولكن لم يتطوع أحد لتنفيذ أمره، وأما المستر ونكل فقد أرسل نظرة متمردة ثائرة إلى المستر بكوك، وأعاد حشو بندقيته، وانطلق مع الآخرين.

ونجد لزاما علينا أن نقول استنادا إلى مذكرات المستر بكوك، أن تقدم المستر طبمن مع الجمع كان أدنى إلى الحكمة والحذر والروية، من الطريقة التي اتبعها المستر ونكل، ولكن هذا لا ينقص بحال من فضل هذا السيد، وعلمه بكل ما يتصل بالصيد وفنونه، فقد رأينا - كما قال المستر بكوك فأحسن القول - أن خلقا كثيرا من أفضل الفلاسفة وأقدرهم، منذ أبعد القرون والأجيال، كانوا في زمانهم منارات عليا في العلم، من الناحية النظرية، ولكنهم عجزوا كل العجز عن تطبيق نظرياتهم من الوجهة العملية.

Неизвестная страница