ومضى المستر بكوك يقول وقد ازداد حماسه كشأنه إذا تكلم عن موضوع يهمه: «إني جاد حقا فيما أقوله، ولا أخفي عنك يا مسز باردل أنني قد اعتزمت التنفيذ.»
فصاحت مسز باردل قائلة: «ويحي يا سيدي!»
وقال المستر بكوك وهو يرسل نظرة لطيفة إلى رفيقته: «سترين الآن إنه كان غريبا مني كل الغرابة أنني لم أستشرك مطلقا في هذا الأمر، ولم أذكره إطلاقا حتى أرسلت غلامك الصغير في هذا الصباح، آه!»
فلم تستطع مسز باردل أن تجيب بأكثر من نظرة، فقد طالما عبدت المستر بكوك عبادة من بعيد، ولكن ها هي ذي فجأة ترفع إلى مكانة مرموقة لم تصل إليها في يوم من الأيام ذروة أمانيها، ولا بلغها أوج ما كان يداعب خاطرها من غرائب الآمال والتعلات. لقد اعتزم المستر بكوك أن يفاتحها في أمر الزواج بها، ورسم الخطة لذلك، فأرسل ابنها الصغير إلى الضاحية؛ ليخلو الجو لهما، يا له من مفكر حكيم! ويا له من بصير عليم بالأمور!
وقال المستر بكوك: «هيه ما رأيك؟»
وأجابت مسز باردل، وهي راعشة من فرط الاضطراب: «أوه! يا مستر بكوك إنك لكريم يا سيدي!»
قال: «سأعفيك من كثير من التعب، أليس كذلك؟»
وأجابت مسز باردل: «ما فكرت يوما في مسألة التعب، ولكنه كريم منك كل الكرم يا مستر بكوك أن تراعي مسألة وحدتي إلى هذا الحد، وتهتم بها كل هذا الاهتمام.»
وقال المستر بكوك: «الواقع أنني لم أفكر في ذلك إطلاقا، ولكني أرى أن يكون في البيت إنسان يجلس معك كلما ذهبت إلى المدينة، هذا هو ما أردته، تأكدي أن هذا هو ما أردت.»
قالت: «سأكون سعيدة السعادة كلها بالتأكيد.»
Неизвестная страница