قال: «أولم تحملك إلي رسالة ما؟»
قال: «حب. أعز الحب وأغلاه، أزكى التحيات ... وفاء ثابت لا يتغير ... فهل أقول لها عنك شيئا؟»
قال: «لا شيء سوى أن تبين لها كم أني مشوق متلهف للخطة التي أستطيع فيها أن أدعوها «مليكتي»، ولا تبقى ضرورة لكل هذا التصنع والرياء.»
قال: «بلا شك ... بلا شك ... لديك مزيد أحمله إليها؟»
وهنا تناول المستر طبمن المسكين يد صاحبه، وهو يقول: «أواه يا صديقي ... لك مني أصدق الشكر على كريم عطفك المبرأ من الغرض، واغفر لي إن كنت قد ظلمتك، ولو كان ذلك الظلم مجرد تفكير مر بخاطري؛ فظننتك مزاحمي، أو قائما في طريقي ... أيها الصديق العزيز، هل يتاح لي يوما أن أرد إليك هذا الجميل؟»
فأجاب المستر جنجل قائلا: «لا تتكلم عن ذلك، ولا تتحدث.» وأمسك عن القول كأنما تذكر شيئا فجأة، ثم مضى يقول: «والشيء يذكر بالشيء ... هل معك عشرة جنيهات أنت في غنى عنها؟ ... لي غرض معين أريد تنفيذه ... وسأردها إليك في غضون ثلاثة أيام.»
وقال المستر طبمن من صميم قلبه: «أظن معي ... أقلت بعد ثلاثة أيام ...»
قال: «بعد أيام ثلاثة ليس أكثر ... انتهى كل شيء على ما يرام ... لا حوائل أخرى، ولا صعاب.»
ومضى المستر طبمن يعد النقود في كف صاحبه، وجعل هذا يدسها قطعة قطعة في جيبه، وهما يسيران صوب البيت.
وقال جنجل: «حذار ... ولا نظرة واحدة.»
Неизвестная страница