جاهدت بكل ما لدي من قوة، وما وصل إلى يدي من مال. فبدأنا عملنا في نوفمبر برواية «المتمردة»، وأعقبناها برواية «مونا فانا»، ثم مثلنا روايتي «اللصوص» و«الجنة».
وهنا خارت عزيمتي وانهدت قوتي، ولم أعد أحتمل آثار الأسلحة الدنيئة التي حوربت بها. وكنت أظن أن سوء الحظ وحده هو الذي ساقني إلى ما وصلت إليه من هبوط.
الفصل التاسع
عودة إلى: كشكش بك
ديون وحملات
بلغ ما اقترضته عندما تحولت للدراما أربعة آلاف ومائة جنيه، وكان عدد الدائنين ثمانية وعشرين، فتصور مقدار ما كانت تسببه لي من ارتباكات متوالية، ثم تصور حالتي النفسية إزاء ذلك، ثم أعرني انتباهك لأقص عليك أن نكبتي لم تقف عند هذا الحد، إذ أصبحت هدفا لسخرية القوم، وشماتة الغير، وتهكم صاحبة الجلالة الصحافة، التي سلطت علي رعاياها المحترمين، فسلقوني بقارص الكلم وبألسنة حداد. وهل يوجد أطول من ألسنة رعايا صاحبة الجلالة؟ ولا مؤاخذة أيها الزملاء الأعزاء! فواجبنا نستحمل بعضنا ... وإذا كنت قد انقرصت من حضرتكم شهورا وأياما، فاغفروا لي فرصة واحدة متواضعة أرد بها التحية ع الماشي!
كل هذه الحملات التي انصبت على رأسي متتابعة، كانت لأنني تجاسرت على «قدس» الدرام من غير إحم ولا دستور.
ولكي أعطيك عينة بسيطة أروي القصة الطريفة التالية:
تقدمت إلي إحدى ممثلات الفرقة، وطلبت أن تشتري لحسابها حفلات أسبوع كامل. فقبلت عن طيب خاطر. وبعد إحياء تلك الحفلات جاءتني ساخطة لأنها خسرت 35 جنيها! طيب يا ستي قسمتك كده، نعمل إيه في النحس المجوز على حضرتك وعلي أنا كمان؟ قالت: «لا يا سيدي، فيه طريقة» ... طيب اتفضلي بالأمر وأنا طوع الإرادة.
نهايته، اتفقنا على أن تستأجر أسبوعا ثانيا بمبلغ مائة جنيه كي تسترد خسارتها، ثم أعطتني خمسة وستين جنيها وحصلت مني على إيصال بتسلم مائة! وما قبلت توقيع مثل هذا الإيصال، إلا تحت ضغط أقساط الممثلين المطلوبة ومصاريف التياترو وغير ذلك من الرزايا.
Неизвестная страница