نقول إن جاليري لافاييت التهم كل ما كان معنا، فقد انفتحت أنفسنا لشراء كل ما وقعت عليه أنظارنا سواء من الملابس أو الموبيليا، حتى لكأننا كنا نلم في آخر زادنا.
وأخيرا ... في مصر
فلما وصلنا ثغر الإسكندرية وجدنا الأستاذ أمين صدقي ويظهر أنه كان على نار في انتظارنا ... إذ عرفنا منه أن خلافا دب بينه وبين شريكه الأستاذ علي الكسار، وأنهما فضا الشركة التي كانت قائمة بينهما، ولذلك فإنه يرى أن أتفق وإياه في عمل متحد. ولم أمانع في تلبية هذه الرغبة، فألفنا فرقة للعمل في دار التمثيل العربي. وكان لواء البطولة النسائية فيها معقودا على هامة بديعة مصابني والمطربة فتحية أحمد، أخرجنا رواية «قنصل الوز» وعقبها رواية «مراتي في الجهادية»، وهنا دب شقاق بيني وبين بديعة، وإنني وإن كنت لا أجد معنى للتوسيع في تبيان ما وراء هذا الشقاق، إلا أن ذلك لا يحول دون ذكر منشئه ... ولو من باب تسجيل الواقع إن لم يكن من باب التفكه، فقد كان سبب غضب بديعة مضحكا حقا!!
في أثناء رحلتنا الأمريكية، كنت أنتهز فرصة الخلو من العمل في ساعة الظهيرة مثلا، أو بعد التمثيل مساء، فألعب «برتيتة» بلياردو. إلا أن ذلك لم يكن يرضي بديعة، فكانت تغضب وتكثر من الشكوى وترميني بالإهمال الشنيع. ولا تنسى وهي تشكو للأصدقاء وغير الأصدقاء أن تقول لهم كبرهان على إهمالي ... جملتها المأثورة: «دا مهمل خالص يا اخواني ...! دا بيلعب بلياردو يا عالم» ... تقولشي يعني البلياردو ده منكر!! أو حرمه ربنا ... وغضبت عليه الملايكة؟ وأنا خلقت عنيدا وإن كنت في دخيلة نفسي أكره هذا الخلق ... ولكن ما حيلتي وقد تكونت هذه الخليقة معي؟ نهايته امتلأ رأس بديعة بفكرة واحدة ... وهي أنني مدمن إهمال!! طبعا إذا كنت بالعب بلياردو ... لأ ومش بس كده، وباشرب سجاير كمان. ما علينا. بعد أن أخرجنا روايتي «قنصل الوز» و«مراتي في الجهادية» تركت الفرقة تعمل لحساب أمين صدقي في دار التمثيل العربي بعد أن أمضيت في العمل فيها شهرين.
برنتانيا أيضا
في هذه الأثناء كان زميلي الأستاذ بديع خيري يؤلف لفرقة الأستاذ علي الكسار، فعدنا إلى الاتفاق من جديد، ثم جاءني الحاج مصطفى حفني وألح في أن أستأجر مسرحه (برنتانيا).
ولما كنت أعتقد أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فقد تشددت في أن ينص في عقد الاتفاق على غرامة مائتي جنيه، يدفعها الطرف الذي يقف دون تنفيذ أي شرط من شروط التعاقد. ومع ذلك فإنه لم تمض على إمضاء هذا العقد عدة أيام حتى جاءني الحاج مصطفى يتدثر بثوب من الخجل، يحمل في إحدى يديه العربون الذي تقاضاه مني وفي اليد الأخرى الغرامة المتفق عليها وهو يرجو ويسرف في الرجاء.
الله إيه الحكاية يا حاج مصطفى؟
الحكاية أن الست منيرة عاوزه التياترو وجابت لي ناس جامدين فاضطررت أن أكتب معها كنتراتو!!
شيء جميل قوي يا سي الحاج!!!
Неизвестная страница