أعود إلى الموضوع فأقول بأن الذي استرعى سمعي في محاضرة هذا الفيلسوف الجملة الآتية: «أيها السادة ... لقد أجهدت نفسي في البحث عن السعادة، فعرفت أنها ليست في هذه الحياة الدنيا إلا لفظا بلا معنى وكلمة بلا مغزى!
كنت غنيا واسع الثراء ... ولكن ذلك لم يجلب لي السعادة ... فتشت عنها في مملكة الحب، فكان لدي أجمل من وددت، ومع ذلك كان هذا الحب أمامي سرابا خلف لي حسرة وتعاسة.
جربت الجاه والترف، جلت في ميادين الصداقة، وأقسم أنني لم أعثر على المسمى الجميل الذي يطلقون عليه اسم السعادة، ولذلك رجحت ... لا بل آمنت بأن هذا العالم خلو من السعادة. وأننا إن افتقدناها فلن نجدها إلا في عالم آخر غير هذا العالم، وفي حياة أخرى باقية غير هذه الحياة الفانية!».
انتهى بتصرف!!
أقول إنني حين وجدت بين يدي ثمانمائة جنيه ترددت في أذني كلمات هذا الفيلسوف العجر، فضحكت ملء شدقي وقلت في نفسي: أين هذا العاجز الغبي، كي أقوده إلى عالم السعادة التي ضل سبيلها وفقد طريقها؟
نهايته ... لست أريد التوسع في هذه الناحية فقد لمست السعادة وقطفت إذ ذاك ثمارها وضربت عرض الحائط بالفيلسوف الفرنسي وبنظرياته البائدة.
مع الشيخ سيد درويش
نجاح متواصل
بعد أن انفصل عنا الأستاذ أمين صدقي، أعددت رواية سميتها «على كيفك» وهي التي وضع أزجالها الصديق الجديد بديع.
وقد كنت في أثناء تمثيلها أدرس حالات الجمهور النفسية، وأرقب مقدار الأثر الذي تحدثه تلك الأزجال الجديدة في نفسه. وقد سرني أنه كان يتقبلها قبولا حسنا، بل وأحسست فوق ذلك أن جميع الطبقات كانت تستريح لسماعها وتقبل عليها أحسن إقبال.
Неизвестная страница