============================================================
وكان أن جمعتنى جلسة ، مع زميلى وصديقى العزيز الاستاذ صلاح الدين الهادى، فجرى فى حديثنا ذكر الكتاب وقيمته العلمية، وعرضت عليه آن يقاسمنى العمل فى تحقيقه وإخراجه، وهو من عشاق التراث العربى، وممن لهم خبرة كبيرة فى معالحة النصوص القديمة، فرحب بالفكرة، وأبدى استعدادا مشكورا لانجاز هذا العمل الحليل، وشجعى على المضى فيه، عا يتصف به من الصبر والدقة، والإخلاص فى العمل، وكانت الحلسات تمتد بنا إلى ما بعد منتصف الليل، ننقب ف المصادر، ونقاب صفحات المراجع، لتصحيح لفظة، أو إقامة عبارة، أو تخريج شاهد، أو ضبط كلمة، آو علم من الأعلام .
ال ولسنا فى حاجة إلى ذكر المعاناة الشاقة، التى كابدناها فى قراءة نص مخطوطة التيمورية، ولعل نظرة سريعة فى اللوحات الى تنشرها هنا، من هذه المخطوطة، توقف القارئ على مبلغ هذه المعاناة ، ولكننا بالصير ومعايشة النص، تغلبنا على كثير من مشاكله، وبقيت بعض المشاكل التى وفقنا فيما بعد، إلى وجه الصواب فيها، حين طلمبنا مخطوطة الظاهرية هذا الكتاب بدمشق وهى أصل المخطاوطة التيمورية- وقد أمدنا بصورة منها، مشكورا، الصديق الكريم الأستاذ محمد على ساطانى، على آن نسخة الظاهرية هذه، لم تكن أقل صعوبة من سابقتها ، فخطها عسير القراءة فى كثير من المواضع، مما جعل بعض الباحثين يقع فى كثير من خطأ القراءة للنعن، فيما نقله عن هذه
النسخة، وقد أشرنا إلى ذلك فى مواضع عدة من هوامش الكتاب ، ومع ذلك فمقابلة النسختين كل منهما بالآخرى، آفادتنا كثيرا فى إخراج النص وتحقيقه
على هذا النحو، الذى نأمل آن يكون مرضيا للمنهج العلمى السايم فى تحقيق لنصوص، وجديرا بصاحب الكتاب ومكانته العلميةة
Страница 3