338

ومعرفة المعاد : واليه الاشارة : ( بمالك يوم الدين ).

وعلم العبادات : واليه الاشارة : ( بإياك نعبد ).

وعلم السلوك ، وهو حمل النفس على الآداب الشرعية ، والانقياد لرب البرية ، واليه الاشارة : ( بإياك نستعين* اهدنا الصراط المستقيم ).

وعلم القصص : وهو الاطلاع على أخبار الامم السالفة ، والقرون الماضية ، ليعلم المطلع على ذلك : سعادة من اطاع الله ، وشقاوة من عصاه ، واليه الاشارة بقوله : ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ).

فنبه في الفاتحة : على جميع مقاصد القرآن ، وفيه جميع مقاصد الكتب المنزلة.

وهذا : هو الغاية في «براعة الاستهلال» مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة ، والمقاطع المستحسنة ، وأنواع البلاغة.

وكذلك : اول سورة «اقرأ» فافها : مشتملة على نظير ما اشتملت عليه الفاتحة ، من «براعة الاستهلال».

لكونها : اول ما انزل ، فان فيها الأمر بالقراءة ، والبداءة فيها : باسم الله تعالى.

وفيه الاشارة : الى علم الأحكام.

وفيها : ما يتعلق بتوحيد الرب ، واثبات ذاته ، وصفاته : من صفة ذات وصفة فعل.

وفي هذه الاشارة : الى اصول الدين.

وفيها : ما يتعلق بالأخبار ، من قوله : «علم الانسان ما لم يعلم».

ولهذا قيل : انها جديرة ان تسمى : عنوان القرآن ، لأن «عنوان

Страница 340