256

(وهو) على ما يؤخذ مما سيأتي عن قريب : (كون الكلام مغلقا) بحيث (يتوعر على الذهن تحصيل معناه)، لخلل في نظمه او في الانتقال منه الى المعنى المقصود.

وقد تقدم الايراد : بأن وقوع هذه الثلاثة فيه ، ينافي دعوى اتميته تحريرا والجواب عنه.

(قابلا خبر بعد خبر) لكان في قوله : لكن كان (اي : كان قابلا للاختصار)، اي : حذف بعض الألفاظ منه ، (لما فيه من التطويل ، مفتقرا) اي : محتاجا ، وهو ايضا : خبر آخر لكان (اي : كان محتاجا الى الايضاح) والتفسير ، (لما فيه من التعقيد) بقسميه المذكورين ، وكان ايضا محتاجا (الى التجريد) بالمعنى اللغوي.

قال في المصباح : جردت الشيء جردا من باب قتل ازلت ما عليه ، وجردته من ثيابه بالتثقيل : نزعتها عنه ، وتجرد هو منها ، انتهى.

لا بالمعنى الاصطلاحي ، الذي هو من المحسنات المعنوية البديعية.

قال في تعداد المحسنات المعنوية : ومنه ، اي : من المعنوي ، التجريد وهو : ان ينتزع من امر ذي صفة ، أمر آخر مثله فيها اي : مماثل لذلك الأمر ذي الصفة ، في تلك الصفة ، مبالغة في كمالها فيه ، اي : لأجل المبالغة ، لكمال تلك الصفة في ذلك الأمر ذي الصفة حتى كأنه بلغ من الاتصاف بتلك الصفة ، الى حيث يصح : ان ينتزع منه موصوف آخر بتلك الصفة ، وهو اي : التجريد ، اقسام :

منها : ان تكون بمن التجريدية ، نحو قولهم : لي من فلان

Страница 258