ورد هذا الجواب : بانه انما يتم بالنسبة للعلة الاولى ، المعطوف عليها ، ولا يتم بالنسبة للعلة الثانية ، المعطوفة.
وذلك لأن التنبيه على فضيلة نعمة (تعليم البيان) انما يحصل بملاحظة العطف ، لا بمجرد ذكر الخاص.
واجيب : بأن ملاحظة العطف ، انما هي سبب للتنبيه على زيادة الفضيلة ، لا للتنبيه على أصل الفضيلة ، اذ التنبيه على أصلها ، يحصل بمجرد ذكر ذلك الخاص.
سلمنا : ان التنبيه على فضيلة نعمة (تعليم البيان) انما يحصل بملاحظة العطف ، فنقول : لا يبعد ان يقال : معنى قوله : «عطف الخاص على العام» ذكره بعد العام بطريق العطف ، فهنا شيئان ؛
الأول : ذكر الخاص.
والثاني : ذكره بعد العام.
فقوله : «رعاية» علة للامر الأول.
وقوله : «وتنبيها على جلالة نعمة البيان ، كما اشير اليه في قوله تعالى : خلق الإنسان علمه البيان » علة للامر الثاني.
ووجه كون ذكر الخاص بعد العام تنبيها على ما ذكر : ما يأتي فى باب (الايجاز والاطناب) من ان ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضله ، اي : مزية (الخاص) حتى كأنه ليس من جنس العام ، تنزيلا للتغاير الوصفي منزلة التغاير الذاتي ، يعني ؛ لما امتاز الخاص عن سائر افراد العام بما له من الأوصاف الشريفة ، جعل كأنه شىء آخر مغاير لسائر افراد العام ، بحيث لا يشمله العام ولا يعرف حكمه منه ، بل يجب التنصيص عليه والتصريح به نحو قوله تعالى : « حافظوا
Страница 143