جائر ، ورعية مغفلين ، وناصح فاهم غيور ، لكان لها مقام في الخياليات وهذا كاتب (انجيل لوقا) لما كتب من مخيلته توبة المجدلية على يد المسيح ، تحذلق في تحسينها جهد خياله ، ولكنه جاء بها شوهاء سمجت الفاظها بسماجة معانيها. حيث اجترأ بها على مقام المسيح ودنس بها قدس التوبة والتائب ، انظر في سابع (لوقا) عدد (37) الى (49)
وهذا كاتب (انجيل يوحنا) لما اراد ان يصور محبة المسيح لتلميذه (يوحنا بن زبدي) ذكر لذلك حالة يجل عن شناعتها سائر المؤمنين فضلا عن رسول الله وتلميذه ، فتلوثت ألفاظها بقبح معانيها ، انظر في ثالث عشر (يوحنا) عدد (22) الى (26).
ولو ذكرت هاتان القصتان لاناس مجهولين ، في رومان يمثل غرام فلسطين ، لكان لها حظ في خياليات الغرام ، ورقة الغزل ، وقد تركنا من نحو ذلك في العهدين امثالا كثيرة.
وقال سلمه الله ايضا : والموانع من كون العهدين كتب وحي والهام ، امور كثيرة :
منها : ما وجدناه فيها من اسناد القبايح والشرور الى الله تبارك وتعالى والى الأنبياء عليهم السلام ، الممتنع ذلك في حقهم بحكم العقل القطعي.
فمنها : ما في ثالث التكوين ، من خوف الله تعالى من آدم (ع): ان يأكل من شجرة الحياة ، لأنه صار مثل الله في معرفة الخير والشر ، عدد (22).
ومنها : مصارعة يعقوب مع الله تبارك وتعالى ، حتى انه لم يقدر على يعقوب ، فطلب منه ان يطلقه فلم يطلقه حتى باركه ، انظر في الثاني والثلاثين من التكوين : عدد (24) الى (31).
Страница 116