عليهم .. » الآية بعد الاية السابقة عليها ، المبينة لأوصاف المؤمنين ، الى غير ذلك من وجوه المناسبة ، ولقد تصدوا لبيان المناسبات في تمام القرآن ، بحيث يظهر منه كمال مهارتهم في العربية بشعبها واصنافها ، فان كان المورد يورد علينا معاشر الامامية ، فالحق عند محققينا : ان هذا الترتيب انما صدر من الامة ، وان كان يورد على أهل السنة ، فعليهم الجواب ، وقد اجابوا بما يسكت الخصم ، ومن اراد الاطلاع فعليه بمراجعة الكتب المدونة لذلك
واما بالنسبة الى الدعوى الثانية : فالانصاف : ان التكرار بهذا النحو من اعلى مراتب الاعجاز ، حيث انه ادخل في الزام الخصم الالد.
بيان ذلك : انه اذا عبر فصيح من الفصحاء عن معنى من المعاني المقصودة بعبارة فصيحة ، واداه بكلام بليغ ، وتحدى به الفصحاء فعجزوا عن الاتيان بمثلها ، ثم عبر عنه بعبارة ثانية كالاولى في الفصاحة والبلاغة فعجز الخصم في المرة الثانية ايضا وهكذا الى ان يحصل عبارات كثيرة دالة على معنى واحد ، كان ذلك ادل على فصاحته من ان يعبر المعاني المتعددة بالعبارات الفصيحة ، ألا ترى انه لو عارض شاعر شاعرا آخر بشعر مليح ، وعجز ذلك الشاعر عن التعبير بالمعنى الذي دل عليه الشعر بشعر مثله في مرتبة الفصاحة ، ثم نظم الشاعر الاول ذلك المعنى بعينه بشعر آخر ، وعجز الثاني مرة ثانية ، فلا بد له من الاقرار بالعجز ، والاعتراف بالقصور ، سيما اذا زعم الشاعر العاجز انحصار الكلام الفصيح في تلك الواقعة المخصوصة في الشعر الذي انشأه الأول ، وتخيل في نفسه انه لو زاول الشعر اتم المزاولة لأدى هو ذلك الكلام الفصيح ، وفي هذه الحال يأتي الشاعر الأول بشعر آخر كالاول
Страница 110