Муъджиз Ахмад

Абу аль-Маарри d. 449 AH
152

Муъджиз Ахмад

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

اللائي جمع: التي. وأفتكها: أي أكثرها فتكًا، ورجل فاتك: أي شجاع. والباء: متعلق بفعل مضمر تقديره: اللائي أفتكها الجبان، فتكت بمهجتي. فلما دل عليه أفتكها حذفه. والمعنى: أن تلك الظباء من كان منها أجبن. كان أقدر على قتلي وفتك مهجتي. وذلك إشارة إلى نفارها، ومن كان منهن أبخل، فهو أحب إلي قربًا؛ لأن الوصل من الممتنع ألذ. ومنه قول جرير يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا الراميات لنا وهن نوافرٌ ... والخاتلات لنا وهن غوافل يقول: إنهن يرميننا بسهام عيونهن، وينفرن منا والعادة أن ينفر المرمي من الرامي. ويخدعننا بمواعيدهن وهن غريرات لا يعرفن مكرًا ولا خديعة، والعادة أن الخادع يكون ذا مكر وخديعة. وقيل: أراد أنهن يصطدننا بعيونهن من غير قصد منهن، ويفسدن قلوبنا من غير إرادتهن؛ لأننا ننظر إليهن وهن غوافل والمصراع الثاني تأكيد كذلك. كافأننا عن شبههن من المها ... فلهن في غير التراب حبائل المها: بقر الوحش. شبه النساء بهن لسواد أحداقهن والحبائل: جمع حباله، وهي شرك الصائد. يقول: إن هذه النساء جازيننا عن بقر الوحش التي أشبهتها هذه النساء، فاصطدننا كما صدناهن بالحبائل، غير أن حبائلهن بخلاف الحبائل التي يصطاد بها الوحش؛ لأنها نبت في التراب، وهذه الحبائل هي: العيون، والقدود، والوجوه، وما أشبهها. من طاعني ثغر الرجال جآذرٌ ... ومن الرماح دمالجٌ وخلاخل الثغر: جمع ثغرة، وهي النقرة بين بين. والجآذر: أولاد بقر الوحش. يقول: إن هذه الجآذر يطعن في صدور الرجال كما يطعن الفرسان، ورماحهن الدمالج والخلاخيل فهن لهن بمنزلة الرماح للرجال، لأنهن يعملن بالقلوب مثل عمل الرماح. ولذا اسم أغطية العيون جفونها ... من أنها عمل السيوف عوامل يقول: إنما سميت أغطية العيون. جفونًا؛ لأن ما فيها من الأحداق تعمل عمل السيوف، ولولا أنها سيف لما سميت أغطيتها جفونًا. كم وقفةٍ سحرتك شوقًا بعد ما ... غرى الرقيب بنا ولج العاذل روى: سحرتك بالحاء أي أدهشتك. وبالجيم: أي: أوقدت فيك نارًا. وروى: شجرتك: أي طلبتك. وقوله غرى: أي ولع يقول: كم وقفة للوداع، ملأت هذه العيون قلبك شوقًا أو ملأته نارًا، وألهبت في قلبك نار من الشوق، وقد لج العاذل في العذل، ولازمك الرقيب في الحفظ. دون التعانق ناحلين كشكلتي ... نصبٍ أدقهما وضم الشاكل نصب ناحلين: على الحال، والعامل فيه: وقفة. ودون: نصب على الظرف، والعامل ما تقدم. يقول: كم وقفة وقفنا للوداع، وكنا ناحلين، وبقينا دون المعانقة من خوف الرقيب، وكنا قريبين، كتقارب شكلتي نصبٍ دقيقتين قريبتين بعضها من بعض، أدقهما الشاكل، وضم إحديهما إلى الأخرى. أي قارب بينهما. وقد احترز في ذلك عن البناء لأن الشكلتين إذا اجتمعا في النصب كانتا تنوينًا، والتنوين يختص بالنصب؛ لأن الفتح لا يكون تنوينًا. إنعم ولذ فللأمور أواخرٌ ... أبدًا إذا كانت لهن أوائل لذ: أمر من لذ يلذ. يقول: اغتنم الشباب وتنعم وتلذذ فإن للشباب آخر، كماله أوله فإن الأوائل لها أواخر. ما دمت من أرب الحسان فإنما ... روق الشباب عليك ظلٌّ زائل روق الشباب: أوله. والأرب: الحاجة. يقول: تنعم ما دمت على حالة متعلق حاجات الحسان البكر. وهي حالة الشباب؛ فإن الشباب لا يبقى عليك، كالظل الذي لا يبقى بل يزول. وهو من قول امرىء القيس: تمتع من اللذات إنك فاني ومثله ليزيد بن معاوية: خذوا بنصيبٍ من نعيمٍ ولذةٍ ... فكلٌّ وإن طال المدى يتصرم للهو آونةٌ تمر كأنها ... قبلٌ يزودها حبيبٌ راحل آونة: جمع أوان. واللهو: السرور. وروى: يزودها ويزورها. فإن أردت بالحبيب. المحبوب، فالأجود كسر الواو وإن أردت به المحب فالفتح أولى. يعني أن أوقات السرور سريعة المرور، كأنها قبل أحباءٍ في وقت الارتحال، في اللذة وسرعة الزوال. جمح الزمان فما لذيذٌ خالصٌ ... مما يشوب ولا سرورٌ كامل جمح: أي عصى. يقول: إن الزمان جموح يكدر اللذات، فكل لذيذ مشوب بالتنغيص، وكل سرور فيه، ناقص غير كامل. حتى أبو الفضل بن عبد الله رؤ ... يته المنى وهي المقام الهائل

1 / 152