Муъджиз Ахмад
اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي
Жанры
Риторика
يقول: هو شاب. وقوله: بعيدٌ فجر ليلته. قيل: إنه يسهر في ليله للصلاة والتفكر فيها؛ ليكسب الفخر والشرف، فيطول عليه ليله لذلك.
وقيل: معناه أن الشيب بعيد عنه، فضرب الفجر: مثلًا للشيب، والليل: مثلًا للشباب. وأنه لا ينظر إلى فاحشة، ولا ينام الليل.
شرابه النشح لا للري يطلبه ... وطعمه لقوام الجسم لا السمن
النشح بالحاء والجيم: القليل من الشراب دون الري.
يعني أنه لا ينال من دنياه إلا كدر نفسه.
القائل الصدق فيه ما يضر به ... والواحد الحالتين: السر والعلن
نصب الصدق بالقائل وما رفع بالابتداء وفيه خبره.
يقول: إنه يقول الحق وإن كان عليه، وسره مثل علانيته ولا يضمر رياءً ولا خيانة أبدًا.
الفاصل الحكم عي الأولون به ... ومظهر الحق للساهي على الذهن
الذهن: الذكي الفطن. والذهن والذهن: الفهم يقول: إنه يفصل الأحكام التي عي بها المتقدمون من الحكام ويظهر الحق للأبله الغافل، على المخاصم الجيد الذهن، الكثير الفطنة.
وعلى الثاني: يظهر الحق الذي ذهب عن أذهان الناس وخفي عنهم.
أفعاله نسبٌ لو لم يقل معها ... جدي الخصيب، عرفنا العرق بالغصن
يقول: إن أفعاله تشبه أفعال جده، فلو لم ينتسب لعرفنا أنه من ولده، كما تعرف عرق الشجرة بغصنها، ويستدل به عليها.
العارض الهتن ابن العارض الهتن اب ... ن العارض الهتن ابن العارض الهتن
العارض: السحاب. والهتن: الغزير الكثير الصب، وهو وصف للسحاب.
يقول: إن الممدوح وأجداده أسخياء كالعارض الهتن.
قد صيرت أول الدنيا أواخرها ... آباؤه من مغار العلم في قرن
يقال: حبل مغار: أي جيد الفتل، واستعاره ها هنا في إحكام العلم.
يقول: إن آباءه عالمون بالسير والأخبار وضابطون للأيام، فقد جمعوا بين ما مضى من أحوال الدنيا، وما يأتي من بعد في علمهم، كما يجمع البعران في مغار واحد: وهو الحبل الذي يشد به البعير إلى الآخر.
كأنهم ولدوا من قبل أن ولدوا ... أو كان فهمهم أيام لم يكن
روى: لم يكن بالياء ردًا إلى الفهم، وبالتاء ردًا إلى الدنيا.
يقول: كأنهم ولدوا في الزمن الأول وشاهدوا أحواله وأحوال أهله.
الخاطرين على أعدائهم أبدًا ... من المحامد في أوقى من الجنن
الجنة ما يتقى به كالترس ونحوه.
يقول: إن محامدهم تقي أعراضهم فإذا خطروا على أعدائهم لم يقدروا على ذمهم، لكثرة من يمدحهم.
وقيل: إنه يصف شجاعتهم فيقول: إنهم إذا خطروا برماحهم على أعدائهم لا يظفرون بهم لقصورهم عنهم، وإن محامدهم وهي الخصال التي فيهم من الشجاعة وغيرها تقي أعراضهم، فكأنهم منها في سلاح أوقى من سائر الأسلحة.
للناظرين إلى إقباله فرحٌ ... يزيل ما بجباه القوم من غضن
الغضن: تكسر الجلد وتثنيه. القوم: الناظرين.
يقول: من نظر إليه فرح بلقائه. وبإقباله إليهم تنبسط وجوههم ويزول التكسر عن جباههم
كأن مال ابن عبد الله مغترفٌ ... من راحتيه بأرض الروم واليمن
يقول: إن معروفه يسافر فيصل إلى من نأى عنه، فكأنه يوصله إليهم من راحتيه. وإنما خص أرض الروم واليمن لأنها معروفة بسعة المال، فيشير إلى نهاية الجود، لأن أمواله إذا كانت مغترفةً إليها، دل على كثرة عطائه.
لم نفتقد بك من مزنٍ سوى لثقٍ ... ولا من البحر غير الريح والسفن
اللثق: الندى، والوحل.
يقول: أنت كالسحاب المغيث، إلا أن الوحل غير موجود فيك، لأنه أذى. وكذلك أنت البحر في السخاء: فلا يفقد فيك من البحر إلا ريحه وسفنه، التي لا تعلق لها بالجود، فأنت أفضل منهما بكثير.
ولا من الليث إلا قبح منظره ... ومن سواه سوى ما ليس بالحسن
يقول: أنت أسد، لا يفقد فيك إلا قبح منظره، ولا يفقد فيك من سوى الأسد إلا ما هو قبيح غير مستحسن، فهو غير موجود فيك.
منذ احتبيت بأنطاكية اعتدلت ... حتى كأن ذوي الأوتار في هدن
الاحتباء: جلسة مخصوصة ويكنى بها عن السيادة.
يعني: منذ وليت وسدت بأنطاكية سكن أهلها وزالت أحقادهم فكأنهم مصالحون.
ومذ مررت على أطوادها قرعت ... من السجود فلا نبتٌ على القنن
الطود: الجبل. والقرع: ذهاب الشعر عن الرأس. والقنن: جمع قنة وهي أعلى الجبل.
1 / 147