Муъджиз Ахмад

Абу аль-Маарри d. 449 AH
129

Муъджиз Ахмад

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

يقول: تشابه الخلقان؛ منك ومن الأسد في الإقدام، واختلفا في بذل المطاعم، فإنك تبذل مأكولك، وهو يضن به ويذب عنه. أسدٌ يرى عضويه فيك كليهما ... متنًا أزل وساعدًا مفتولا المتن: الصلب. والأزل: الأرسخ الممسوح العجز. والمفتول: القوي المكلم. يقول: رأى الأسد فيك متنه الأزل، وساعده المفتول، وذلك من علم الشجاع البطل. في سرج ظامئة الفصوص طمرةٍ ... يأبى تفردها لها التمثيلا الظامئة: قليلة اللحم. والفصوص: المفاصل، واحدها فص. والطمرة: الوثابة، وقيل: المرتفعة الشاخصة. يقول: نظر إليك الأسد وأنت على فرس لطيفة الأوصال، يأبى تفرد هذا الفرس بالكمال، أن يكون له مثل، وقيل: أراد لا يحتاج صاحبه معه إلى فرس آخر. نيالة الطلبات لولا أنها ... تعطي مكان لجامها ما نيلا يقول: إنها تدرك كل ما تطلبه وهي طويلة العنق، فلولا أنها تمكن ملجمها من رأسها ما وصل إليها، وقيل: إنه وصف صعوبتها. أي لولا أنها تحط رأسها للجام، لما كان ينال رأسها أحد، لكنها مكنت من نفسها ملجمها فأمكن إلجامها لذلك. تندى سوالفها إذا استحضرتها ... وتظن عقد عنانها محلولا السوالف: صفحات العنق. وتندى: أي تبتل من العرق، وذلك من أمارات العنق. والاستحضار: طلب الحضر. يقول: من ازدياد جريها؛ عرقت سوالفها. وقوله: وتظن عقد عنانها محلولا: أي أنها تدخل في العنان وتدني صدرها، فيتسع العنان في يد فارسها، فكأنه محلول. ما زال يجمع نفسه في زوره ... حتى حسبت العرض منه الطولا الزور: أعلى الصدر، عاد إلى وصف الأسد. يقول: ما زال يجمع نفسه في صدره للوثبة، حتى حسبت عرضه، طولًا. وقيل: أراد أن الفرس إذا أراد الوثوب ضم نفسه إلى صدره. ويدق بالصدر الحجار كأنه ... يبغي إلى ما في الحضيض سبيلا الحجار: كالحجارة، وأراد بالحضيض: هاهنا أسفل الأرض. يقول: إن المذكور قبله ما زال يدق الحجارة بصدره عند وثوبه، حتى كأنه يريد أن يشقها ويغوص فيها. وكأنه غرته عينٌ فادني ... لا يبصر الخطب الجليل جليلا ادنى: افتعل من الدنو: أي دنا. يقول: كأن الأسد غرته عينه حين رآك إنسانًا كسائر الناس فدنا إليك، ولم يعلم أنك أسد، ولو علم بأسك لم يجرء عليك، فلما لم يعلم ذلك، رأى الإقدام عليك خطبًا حقيرًا. أنف الكريم من الدنية تاركٌ ... في عينه العدد الكثير قليلا الأنف والأنفة: بمعنىً. والدنية: النقيصة. وهذا مثل. وأراد: أن الأسد أنف من الفرار فأقدم عليك، كما أن الكريم يطرح نفسه على العدد الكثير ويرى ذلك الكثير قليلًا لعلو همته. فكذلك الأسد أقدم عليك مخافة الأنفة. والعار مضاضٌ، وليس بخائفٍ ... من حتفه من خاف مما قيلا مضاض: أي مؤلم، وهذا أيضًا مثل. يقول: من أنف من العار لم يخف حتفه؛ لأنه يرى حتفه أسهل عليه من مقال الناس فيه. سبق التقاءكه بوثبة هاجم ... لو لم تصادمه لجازك ميلا عدى الالتقاء إلى الكاف وهو لا يتعدى إلا بالواو أو مع. يقول: لما رآك تقرب منه سبقك بوثبة هاجم، فلولا أنك صادمته لجازك ميلًا؛ لشدة وثبه. فضله على الأسد. خذلته قوته وقد كافحته ... فاستنصر التسليم والتجديلا المكافحة: المواجهة. والتجديل. السقوط على الجدالة: وهي الأرض. يقول: لولا قوته لما قتلته؛ لأنه لقوته أقدم عليك، فلما واجهته بقوتك خذلته وخذلت قوته، حتى استنصر التسليم، فانقاد لك واختار السقوط على الأرض. قبضت منيته يديه وعنقه ... فكأنما صادفته مغلولا يقول: إن أجله قبض يديه وعنقه لك، فكأنه كان مغلولًا قبل أن تلحقه، فصادفته مغلولًا لما لم يمكنه المدافعة. سمع ابن عمته به وبحاله ... فنجا يهرول منك أمس مهولا نجا: أسرع المشي. والهرولة: اضطراب العدو. والمهول: الذي قد هاله أمر. يقول: إن ابن عمة هذا الأسد وهو أسدٌ مثله سمع بحال الأول، وقتلك إياه، فلما ركبت إليه فر منك مسرعًا، خوفًا أن تقتله كما قتلت الأول. وأمر مما فر منه فراره ... وكقتله ألا يموت قتيلا أمر: أي أشد مرارة.

1 / 129