أو بالإلهام والإقرار، والتأييد على الاجتهاد تارة أخرى، أو بالتوجيه والتسديد، تارة ثالثة.
ولقد واظب أصحابه - رضي الله عنهم - على تعلم تأويله، كما واظبوا على سماع تنزيله ولما صار أمر الدعوة، والتبليغ، والإرشاد، والتعليم، إلى الأصحاب صلى الله عليه وسلم كانوا يعلمون التأويل، كما يعلمون التنزيل، كما أشار إلى ذلك (أبو عبد الرحمن السلمي)، التابعي الجليل.
وكان على رأس هؤلاء جميعا؛ الراشدون الأربعة، وعبد الله بن مسعود، والحبر البحر الترجمان؛ عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأم المؤمنين عائشة، وأبي بن كعب والفتى الذكي المأمون، زيد بن ثابت، ثم سائر الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ثم تتابع التابعون؛ يأخذون التأويل، كما يأخذون التنزيل، كتابة حينا ومشافهة أحيانا أخرى، فلما نجم النفاق، المؤسس على الابتداع، ومجانبة الاتباع بما أحدثه أهل الكلام والمنطق الرعاع، من عباد الصليب، وعزير، والنار، والنور والشعاع، الذين أذهلهم نصر الإسلام، ومرغ أنوفهم بالرغام، في خبير، والقادسية، واليرموك، وأظهر مبغضو الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - حقدهم عليهم بدعوى خيانتهم الدعوة، وكتمانها تارة، أو الجهل بها، والعجز عن فهمها تارة أخرى، أو بحجة الانتصار لعلم، وعلماء الباطن من (أئمة آل البيت المعصومين) - زعموا - تارة ثالثة، أو الانتصار (لقميص عثمان)، و (النصب)، و (استئصال الخوارج) تارة رابعة.
فكان لا بد - والحالة هذه - من معرفة المسيء من المحسن، والمخلط
Страница 18