209

وما بعدها العفيف النشاوري والحافظ صدر الدين الياسوفي وأبو الهول الجزري وجميع من أجاز لأخيه أبي عبد الله السابق ودخل القاهرة ودمشق والروم وبلاد اليمن طلبا للرزق وناب في الحسبة بمكة عن قريبه الخطيب أبي الفضل ثم عن ولدي أخته اسماعيل ومحب الدين ولدي القاضي عز الدين النويري وولي القضاء بساحل جدة نيابة عن ابن أخيه القاضي أبي ايمن وكان خيرا ساكنا منجمعا عن الناس ملازما لداره ونابها حافظا لكتاب الله كثير التلاوة مات في آخر ليلة الثلاثاء سابع عشري المحرم سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة بمكة وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند أهله رحمه الله وسامحه

الشيخ الثامن والأربعون بعد المئتين من القاهرة

محمد بن علي بن أحمد بن عبد المنعم البكري المصري الشافعي الشهير بابن أبي الحسن القاضي محب الدين ولد في سنة احدى وسبعين وسبع مئة أو في التي بعدها وكان عارفا بالأحكام متثبتا في القضايا وقورا عاقلا كثير الاحمال مشاركا في الفقه لم يشتغل في غيره ودرس في البدرية الخروبية بشاطيء النيل نحوا من عشر سنين وتوجه إلى الحجاز في الرجبية سنة ثلاث وأربعين فجاور وكان كثير الطواف واظب على خمسين أسبوعا في كل يوم وحصل له بمكة من ناظر الحرم سودون المحمدي إهانة وسبب ذلك أنه رأى بعض الصناع من المرخمين يحاول قلع لوح رخام من الحجر هو في غاية الثبات ليضعه على كيفية أخرى فأنكر عليه فذكر المنكر عليه ذلك لناظر فسأل عنه فقيل له إنه نائب جكم بالقاهرة عن القاضي الشافعي فقال هذا هو الذي كتب فينا فأمر بإحضاره فأهانه وضربه تحت رجليه عصيات ثم أراد أن يركبه حمارا ويطوف به فقيل له إنه بريء مما اتهمه وأنه كان حين ورد الكتاب مقيما بالقاهرة فندم على ذلك ولقيه في الطواف فاستحله وحصل للقاضي محب

Страница 245