مُقَدّمَة المُصَنّف
الْحَمد لله الذى جعل اللُّغَة الْعَرَبيَّة أوسع اللُّغَات نطاقا وأبلغها مقَالا وأفسحها مجالا وَعلمنَا الْبَيَان وألهمنا التِّبْيَان الْمُقَدّس فِي ذَاته عَن سمات النَّقْص فِي صِفَاته فقد أودع فِي كل من الْمَخْلُوقَات من بديع صفته ولطيف آيَاته وَمن الحكم والعبر مَالا يُدْرِكهُ الْبَصَر الذى شهِدت الكائنات بِوُجُودِهِ وَشَمل الموجودات عميم كرمه وجوده ونطقت الجمادات بقدرته وأعربت العجماوات عَن حكمته وتخاطبت الْحَيَوَانَات بلطيف صَنعته وتنازت الْأَطِبَّاء بتوحيده وتلاغت وحوش القفار بتغريده كل من نَام وجاهد يشْهد أَنه إِلَه وَاحِد منزه عَن الشَّرِيك والمعاند مقدس عَن الزَّوْجَة وَالْولد وَالْوَالِد
وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله لَا شريك لَهُ رب أودع أسرار ربوبيته فِي بريته وَأظْهر أنوار صمديته فبعض يعرب بِلِسَان حَاله وَبَعض يعرب بِلِسَان مقاله وَأشْهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله من صَدَقَة تمّ سوله أفضل من بعث بالرسالة وسلمت عَلَيْهِ الغزالة وَكلمَة الْحجر وآمن بِهِ الْمدر وَانْشَقَّ لَهُ الْقَمَر ﷺ صَلَاة تنطق بالإخلاص وتسعى لقائلها بالخلاص وعَلى آله أسود المعارك وَأَصْحَابه شموس المسالك وَسلم تَسْلِيمًا وزاده شرفا وتعظيما.
1 / 27