، وَذَلِكَ عَلَى أَنِّي لَمْ أُخَرِّجْ مِنْ هَذِهِ الْبَابَةِ شَيْئًا فِيمَا صَنَّفْتُ مِنَ السُّنَنِ وَأَحَادِيثِ الشُّيُوخِ، وَاللَّهُ أَسْأَلُ التُّوْفِيقَ لِاسْتِتْمَامِهِ فِي خَيْرٍ وَعَافِيَةٍ، وَأَنْ يَنْفَعَنِي وَغَيْرِي بِهِ، وَافْتَتَحْتُ ذَلِكَ بِأَحْمَدَ لِيَكُونَ مُفْتَتَحُهُ بِاسْمِ النَّبِيِّ ﷺ تَيَمُّنًا بِهِ، وَلِيَصِحَّ لِي بِهِ الِابْتِدَاءُ بِالْأَلِفِ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُعْجَمَةِ، وَإِذْ كَانَ مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ يَرْجِعَانِ إِلَى اسْمٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّ اللَّهَ ﷿ قَالَ فِي بِشَارَةِ عِيسَى ﵇ ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: ٦]، كَمَا قَالَ ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ﴾ [الفتح: ٢٩]، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ﴾ [آل عمران: ١٤٤]، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ». وَقَدْ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ﵀ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبُسْرِيُّ، فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَاحِدٌ، وَابْتَدَأَتُ بِهَذَا الْجَمْعِ فِي جُمَادَى الْأُولَى مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، عَصَمَنَا اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ
1 / 310