Муавия ибн Абу Суфьян
معاوية بن أبي سفيان
Жанры
عزله الفاروق عن ولاية الكوفة؛ لأن قوما شهدوا عليه أنهم وجدوه على ريبة مع امرأة غير امرأته، وقال هو: إنها امرأته، وإن الأمر التبس على الناظرين لشبه بين المرأتين، ولم تثبت التهمة عليه ثبوتا يوجب إقامة الحد، ولم تسقط عنه سقوطا يزيل الشبهة، فعزله الفاروق وأبقاه زمنا بغير عمل كأنه يؤدبه ويستتيبه، ثم بدا له أن يعيده إلى ولايته، فدعاه إليه وشدد عليه ليجتنبن الشبهات حتى الظنة، وولاه الكوفة مرة أخرى، فلما قام عثمان بالخلافة عزله، فاعتزل السياسة حتى قتل عثمان، وبويع علي بالخلافة في المدينة، فذهب إليه يمهد في العهد الجديد للزلفى
3
عند الإمام، وعند صاحب الأمر بالشام - معاوية - في وقت واحد، وأشار على الإمام بإقرار معاوية في ولايته؛ ليدين له بالولاء ثم يعزله متى شاء، فلما أبى الإمام أن يقره عاد إليه في اليوم التالي، فقال: «إني أشرت عليك أول مرة بالذي أشرت وخالفتني فيه، ثم علمت أن الصواب فيما رأيت، فاعزلهم - أي: ولاة عثمان - واستعن بمن تثق به، فإنهم أهون شوكة مما كان.»
وعاد المغيرة إلى عزلته يترقب، ثم قصد إلى معاوية بعد رجحان كفته في أمر الحكمين غير مجازف بشيء بعد استقرار أمر الشام - على الأقل - لمعاوية وحزبه، فولاه معاوية إمرة الحج بعد انفراده بالدولة، وكان المغيرة ينظر إلى ولايته الأولى على الكوفة كما نظر ابن العاص إلى ولايته الأولى على مصر، فلما أراد معاوية أن يعهد بهذه الولاية إلى عبد الله بن عمرو بن العاص ذهب إليه يبذل النصيحة الذي يأخذ منها أكثر مما يهب، وقال له: أتستعمل عبد الله على الكوفة وأباه على مصر؟ ... إنك بين نابي الأسد! فاستمع له معاوية وعزل عبد الله وولاه في مكانه، وسمع عمرو بخبر هذه المكيدة فردها بمثلها، ولم يطلب إعادة عبد الله إلى ولايته، بل قنع بحرمان المغيرة من ولاية الخراج واصطنع النصيحة للخليفة الجديد، فجاءه يقول: إنك تستعمل المغيرة على الخراج فيأخذه ولا تستطيع أن تنتزعه منه، والرأي أن تولي على الخراج رجلا يخافك، ولا تبالي أن تعزله متى شئت، وأن تستعمل المغيرة على الصلاة والإمارة، فلا يقوى عليك بغير مال، فاتبع معاوية مشورته غير كاره؛ لأنها أكسبته المال والعداوة بين الداهيتين.
ثم استقر الأمر لمعاوية فهان عليه خطب المغيرة وهم بعزله، فنمى
4
الخبر إلى المغيرة من عيونه
5
حول معاوية، وأشفق من غضاضة
6
Неизвестная страница