فإن قيل ولو كان احتمال ذلك في العلم أسهل من احتماله في الجنس قيل أن العلم لما كثر استعماله لحقه التغيير في موضعين أحدهما نفسه والآخر إعرابه أما تغيير نفسه فما قدمناه آنفًا من مجيئه مخالفًا للباب نحو معدي كرب وثهلل ومورق وحيوة ومريم ومكوزة وأما تغيير إعرابه فوجود الحكاية فيه نحو قولك في جواب من قال رأيت زيدًا من زيدًا وفي قول من قال مررت بعمرو من عمرو وهذا التغيير باب مختص بالأعلام أعني الحكاية في الأعراب وسبب جواز ذلك فيه كثرة الاستعمال له وما يكثر استعماله مغير عما يقل استعماله وإنما غير لأمرين أحدهما المعرفة بموضعه والآخر الميل إلى تخفيفه ألا ترى إلى قولهم لم يك ولا أدر ولا تبل وهذا واضح.
واعلم أن معاني الأعلام تنقسم إلى ضربين أحدهما عين وهو الأكثر والآخر معنى وهو الأقل. فأما العين فنحو زيد وجعفر وعاتكة وهند وزينب واعود وسبل والغراب والوجيه ولاحق
1 / 60