Политическое направление Египта в эпоху Мухаммеда Али: Основатель современного Египта
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
Жанры
15
فلقد حكمها الباشوات منذ أجيال عديدة ولم يقد ميلهم إلى السلب والنهب إلا إلى تحديد سلطتهم.
وعليه، لم يكن باستطاعة أحد من السكان أن يتظاهر بشيء من اليسار والبذخ، بل كان كل إنسان في حالة بؤس أو أنه كان يتظاهر بأنه كذلك.
ثم إن الأهالي مع ما كان بينهم من اختلاف الشيع والأديان كانت الأحقاد والمشاكل المتغلغلة في نفوسهم تمزقهم كل ممزق؛ فهذه البلاد التي سادت فيها الفوضى كانت مطمع أنظار نائب السلطان منذ زمن بعيد، فلقد تكلم إلى القنصل الإنجليزي سنة 1812م عن ميله إلى غزو فلسطين متى سنحت الظروف الملائمة.
16
ولكنه أقعده عن تنفيذ ذلك العزم وقتئذ ما كان قائما في سبيله من المصاعب التي لا حصر لها، ولعل أول هذه المصاعب حاجته إلى إنشاء جيش منظم يمكن أن يتخذه عدة صالحة لتنفيذ غاياته.
ثم لا تنس إلى جانب تلك العقبة نفوذ السلطان الروحي، وقد كان ينبغي على محمد علي أن يحسب له حسابه وبخاصة في السنوات التي كانت الضرورة تقضي بإيقاظ روح التعصب الديني أثناء الثورة اليونانية.
ولقد قال مرة لصولت في السنة التي وقعت فيها معركة نافارين ما ملخصه: «هذا هو مبلغ تعصب الأهالي الديني، غير أنهم ليهجرون الباشا متى كان مغضوبا عليه من رئيس الكنيسة.» ثم استطرد فقال: «فلمقاومة السلطان مقاومة فعالة يجب أن يكون لدى الباشا من القوة ما يضمن له التفاف الرأي العام حوله وليس هذا بالأمر الهين.»
وقد عزز هذا الرأي بالمثل الذي أورده عن أحد باشوات كردستان وقد شق عصا الطاعة فانفضت من حوله الجنود كما تسقط الرمال من قدم الحاج.
17
Неизвестная страница