Политическое направление Египта в эпоху Мухаммеда Али: Основатель современного Египта

Кали Ахмад Шукри d. 1360 AH
58

Политическое направление Египта в эпоху Мухаммеда Али: Основатель современного Египта

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Жанры

ثم إنه برغم إلحاح الباب العالي، وبرغم تحريض القنصل النمساوي ما زال متمسكا بخطة التريث والانتظار مدة ثمانية أسابيع أخرى،

34

وأخيرا، أقلع الأسطول في يوم 16 أغسطس، وبعد ذلك بيومين وصل رسول إنجليزي بمهمة خاصة.

35

وكان هذا الرسول الميجر كرادوك الذي أرسله كاننج خصيصا لإبلاغ الباشا بقرار الحلفاء في لندن والتخلي عن المورة فورا بلا لف ولا دوران. وكان عليه أن يبين له أن الدول العظمى قد اتفقت كلمتها، مع أنه لا ينتظر أي تدخل من ناحية تركيا، وأن قوات كافية ترسل إلى شرق البحر المتوسط فإن شاء الأتراك أن يواصلوا المقاومة «فإن عواقب انضمام الباشا إلى الباب العالي في نضال غير متساو كهذا قد تكون ضارة لمشروعات التحسينات البحرية والتجارية التي ظل سموه حتى الآن يواصلها بقسط كبير من النجاح. وقد خطر لكاننج أن مثل هذه الاعتبارات لا بد أن تكون لها نتيجة فعالة مع رجل حذر فطين لا يعتبر من المسلمين المتعصبين كما أنه ليس من الخدام المخلصين للباب العالي.»

36

ومع أن كرادوك قد أمر بأن يجتنب استعمال التهديد فإن مهمته لم تكن بالمهمة السهلة؛ لأنها كانت كما عدها صولت بمثابة «طلب إلى محمد علي بالتزام الحياد الذي قد يضر أبلغ الضرر لعلاقاته مع الباب العالي بدون أي مقابل معين.»

37

ولقد انقضى نحو أسبوع في هذه المباحثات أظهر الباشا في خلاله كل ما كان في استطاعته من الميل وألح عليه صولت بأن ينتهز هذه الفرصة لإيضاح رغباته للحكومة البريطانية بعبارة جلية محدودة؛ لأنه إذا أضاع هذه الفرصة الطيبة للتحبب للدول العظمى «فلن ينتظر أن تسنح له فرصة مثلها في المستقبل»، وهنا أشار محمد علي بأن تطلب أميرالية الحلفاء من إبراهيم باشا بصفة رسمية بألا يهاجم «هيدرا» وهي الهدف الحربي الثاني في سلسلة الأعمال الحربية التي يقوم بها إبراهيم، وقد لمح محمد علي بأنه سوف يصدر من ناحيته أوامر بهذا المعنى إلى إبراهيم، ثم استطرد فقال: «لتقف إنجلترا بجانبي، وبذا أستعيض بما أخسره في ناحية أخرى، ولقد طالما رغبت من صميم فؤادي ... أن أعقد معها اتفاق صداقة وتجارة لا تبليها الأيام. ولعلها تشعر الآن - على ما أرجو - أنها ملزمة بمساعدتي» وقد رد صولت على هذا بما يعبر عن رأيه الشخصي، فقال: «متى حان الوقت المناسب، وإذا ما نفذ الباشا هذه الخطة بنجاح فإن إنجلترا لن تتخلى عنه.» ومن ثم اندفع الباشا يتكلم وقلبه مفعم بالآمال في المستقبل، فقال وقد لمعت عيناه وتهلل وجهه: «إن سوريا ودمشق وبلاد العرب كلها في متناول يدي ، فإذا ما ساعدتني حكومتكم كما أؤمل، وإذا ما اعترف بي كأمير مستقل متى سنحت الفرصة فلسوف أكون راضيا الرضا كله.»

38

Неизвестная страница