Египет от Насера до Октябрьской войны
مصر من ناصر إلى حرب
Жанры
ص140:
من أكثر الاعترافات الصريحة والمدهشة في كتاب هيكل هو اعترافه، بل وتأكيده على حقيقة أنه على الرغم من غياب أية تصريحات معادية لأمريكا، فإن السادات في لقاءاته مع الزعماء السوفييت كان يقسم لهم أغلظ الأيمان بأنه لا توجد هناك أية أعمال في الخفاء، بينما كانت هناك مراسلات مستمرة بين السادات ونيكسون عبر القناة الموجودة بين المخابرات المركزية للولايات المتحدة (!) والمخابرات المصرية! مما يعني وجود تعاون بين جهازي المخابرات في البلدين. مثل هذه الخيانة للاتحاد السوفييتي لم تكن لتحدث بأي حال بالطبع في زمن ناصر.
ص141:
لم يخبر السادات الاتحاد السوفييتي حتى عن هذه الاتصالات التي تمت مع الأمريكيين، عندما أبدوا اهتمامهم بإمكانية أن يكون لمعاهدة الصداقة السوفييتية المصرية تأثير على علاقة مصر بالولايات المتحدة الأمريكية؛ أي من الناحية العملية، على التحركات القادمة وفقا ل «خطة روجرز»، وكما ندرك من الوصف، فإن السادات واصل دعمه لآمال الأمريكيين، فضلا عن أنه أظهر صراحة استعداده للتعاون معهم من وراء ظهر الاتحاد السوفييتي، على الرغم من أنه كان يبدي في العلن رفضه ل «خطة روجرز».
الخطأ هو أن أحدا لم يتصور أن السادات يمكن أن يتصرف على هذا النحو من الخسة.
ص143:
في عرضه لرد الفعل السوفييتي تجاه الأحداث التي وقعت في السودان عام 1971م
13
يعود هيكل مرة أخرى ليعطي لنفسه قدرا كبيرا من الحديث بلا قيود، مستندا إلى ما أخبره به السادات (على سبيل المثال، عن علاقته بعبد الخالق محجوب)، وقد بات من الواضح أكثر أن السادات لم يكن ينقل إلى هيكل معلومات غير دقيقة فحسب، وإنما كان يتعمد في كثير من الأحيان دفعه نحو تشويه الحقائق (للتشهير بالاتحاد السوفييتي في كل الأحوال). من أين، على سبيل المثال، هذا الغباء الهائل في التأكيد على أن «السوفييت» التقطوا المكالمة التليفونية بين السادات والنميري؟
ص143:
Неизвестная страница