История Египта при хедиве Исмаиле Паше
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
Жанры
وإذا بنا كلما زادنا تعرفا بعمل (إسماعيل) المتنوع، وإدراكا لنتائجه الاجتماعية في القطر، زاد إعجابنا به وعلا قدره في نفسنا، وما فرغنا من البحث والتنقيب، والمطالعة والدرس، إلا وقد رسخ فينا الاعتقاد الثابت بأن (إسماعيل) كان رجلا عظيما ومصريا صميما، وأنه عمل لمصلحة مصر ورقيها وتقدمها ما لم يعمله عاهل تولى عرشها منذ قرون؛ وأنه - وإن لم يخل من نقائص: فكثر عليه، لذلك، عدد الطاعنين - قد كان أميرا شرقيا، جديرا بأن يوضع في مصاف عظماء الشرق، وجديرا بأن يقرن اسمه، بعد مماته، بصفات التمجيد والتبجيل التي كان يقرن بها وهو مستو على عرشه الساطع سنى. •••
فأقبلنا بارتياح، بل بابتهاج، على تدوين تاريخ مصر في أيامه، ولم نعد نخشى إلا شيئا واحدا، وهو: أن يحول عجزنا دون إيفائنا الموضوع حقه، وأن لا تخرج مينرڨا
2
من رأسنا إلا مجردة من سلاحها.
على أنه إذا كانت الأعمال إنما توزن بالنيات، فإنا نقدم عملنا هذا إلى الجمهور ونحن واثقون من أنه سيغتفر لنا كثيرا، لأن نيتنا في الحقيقة صالحة، ولم نبتغ سوى تقرير الأمور كما خيل إلينا أنها هي هي في الواقع، فإن أخطأنا النظر إليها، فلقصر طبيعي في العين، لا لأنا وضعنا عليها نظارة الغرض والتحيز.
إلياس الأيوبي
الإسكندرية في 25 يناير سنة 1923
شكر المؤلف من تفضلوا بمساعدته
قد تفضلت اللجنة العلمية في دار الكتب المصرية التي يرأسها حضرة العالم الكبير والفيلسوف المفكر صاحب العزة أحمد لطفي السيد بك بقبول طبع هذا الكتاب في مطبعة القسم الأدبي في تلك الدار، وحت إشرافها النافع، وهي لا تطبع فيها من الكتب إلا ما تحكم بأنه جدير بأن ينظم في عقد المؤلفات الفاخرة التي تعمل بنشرها على إحياء آداب اللغة العربية, فقلدتنا بذلك منة لم تقلد بها أحدا من المعاصرين لنا قبلنا، وجعلت لكتابنا قيمة ثمينة فوق القيمة التي أكسبه إياها حكم المجمع العلمي المصري والمندوبية العلمية الخاصة فيه بأنه أفضل المؤلفات المقدمة إلى تقديرها في المبارة العلمية التي وضعها صاحب الجلالة مولانا الملك (فؤاد الأول) إذ كان - حفظه الله - لا يزال الأمير المعظم فؤادا.
ومهما شكرنا، فإنا لن نوفي ما توجبه هذه المنة الفريدة من شكر علينا!
Неизвестная страница