Mishkalat Al Thaqafa
مشكلة الثقافة
Исследователь
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
Издатель
دار الفكر
Номер издания
١٤٢٠هـ = ٢٠٠٠م ط٤
Место издания
دمشق سورية
Жанры
(١) الارتفاع بمستوى الرجل الإفريقي المتحرر من الاستعمار، أو الذي لا يزال يرسف في أغلاله إلى مستوى الحضارة.
(٢) الارتفاع بالرجل المتحضر الذي لا يزال ضميره ملطخًا بإثم الاستعمار إلى مستوى الإنسانية ..
(٣) إدخال الشخصية الإفريقية في المسألة الرئيسية للسلام.
وهذه المهام الثلاث ترجع في الواقع إلى مهمة واحدة تعبر في عومها عن مشكلة الإنسانية، وهي مشكلة تتطلب في حلها ذلك التركيب المنتظر، ولسوف يجد المجتمع الإفريقي دون شك في مزاجه وفي ظروف تطوره الإلهامات الضرورية، التي تضطره ألا يواجه مشكلاته بلغة الإمبراطورية. ومن هنا فقد وجب على الثقافة الإفريقية أن تضعها بلغة الحضارة.
وحتى تستطيع النخبة الإفريقية أن تقوم بدورها الحضاري على أتمه، فإن عليها أن تدرك بدقة وضعها الحالي، إذ أنها تجد نفسها أحيانًا منفصلة عن وسطها، فإن المثقف الإفريقي الذي كونته باريس ولندن، هو في أغلب الأحيان أوثق اتصالًا بمنشأ ثقافته منه بمنشأ حياته، وهذه ولاريب نقطة اتصال مهمة في ضمير هذا المثقف إذا ما نظرنا إليه بالنسبة لمشروع تركيب إنساني، فهو يستطيع أن يقوم بدور مهم بفضل ما انغرس في فكره من نبات الثقافة الأوربية، وذلك يجعله ينظر إلى المشكلات نظرة مزدوجة، فهو ينظر إليها مرة من خلال ثقافته، وأخرى بإيحاء من منشئه، غير أن هذا الوضع الغريب له جانب سلبي يتجلى بوضوح في موقف النخبة الإفريقية، حينما نرى مثقفًا يبحث في الأزياء ما يعوض به عن نقص هن نوع آخر، فنراه مثلًا في بعض الحفلات يلبس زي أبيه القديم فكأنه بهذا يعوض نقصًا يشعر به في اتصاله الروحي بالجماهير الإفريقية، ويوشك هذا المظهر السلبي أن يؤدي بتلك النخبة إلى انفصال ثقافي في وقت هي
1 / 123