قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [التوبة: ١٨] (١) [التوبة -١٨] .
وفي حديث وفد عبد القيس: " «أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله» . . . " (٢) الحديث (٣) فأهل كلمة الإخلاص الداعون إليها هم أهل الإيمان عُمَّار المساجد، وكل من يرتاب في هذا أو يشكّ فيه لا يألف المساجد ولا يعمرها، وسل خبيرًا بحال هذا الرجل ينبيك عنه وعن قلة عمارته للمساجد.
وأما قوله: (والويل ثم (٤) الويل لمن استغفر من أتباعه (٥) لوالديه، أو ضحى لهم) .
فهذه القولة الضالة كأخواتها السابقة، فيها من نقض عهده الذي جعله على نفسه، وفيها من البهت والكذب وطلب العنت للبرآء ما يقضي بفسوق القائل، فنعوذ بالله من استحكام الهوى، والضلال بعد الهدى، فـ " «من قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يخرج مما قال» " (٦) ولا نعلم أنَّ أحدًا من أهل العلم والدين نهى عن الاستغفار والتضحية إلا
_________
(١) في (ق) و(م) زيادة: " الآية ".
(٢) أخرجه البخاري (٥٣، ٨٧)، ومسلم (١٧) من حديث ابن عباس ﵁.
(٣) سقطت " الحديث " من (س) .
(٤) في (م) و(ق): " كل ".
(٥) في (ق): " أتباع هذا الرجل ".
(٦) أخرجه أبو داود (٣٥٩٧)، والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢، ح ٢٢٢٢)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبيهقي (٦ / ٨٢، ح ١١٢٢٣)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢ / ٣٨٨، ح ١٣٤٣٥) من حديث عبد الله بن عمرو ﵄.
1 / 79