[فصل في الرد على المعترض أن أتباع الشيخ هدموا المنار وخربوا المساجد]
فصل قال المعترض: (بل لما جاء أتباعه أَكَلَتِ الأوقافَ رؤساؤهم، ولم يحترموا أوقاف البر، وهدموا المنار، ولم يروها شيئًا وخربت المساجد) (١) فلم تجد من يعمرها إلا من لم يدخل ريبه في قلبه، وعطَّلوا المدارس. والويل ثم الويل لمن استغفر من أتباعه لوالديه (٢) أو ضحَّى لهم) .
فالجواب أن يقال: لما فرغ هذا من (٣) سب الشيخ وبهته، أخذ في سبِّ أتباعه وبهتهم؛ وبهذا تعلم أنه ذو غيظ عظيم، وحقد وخيم، وفي المثل: " لكل نعمة حاسد، ولكل حق جاحد ".
ثم لو تكلَّم غير هذا الرجل بمثل هذا لكان أخف، وأما هذا الرجل فمعاشه وملبسه ومنكحه ومدخله ومخرجه من الأموال التي بأيدي رؤسائهم، وله في المزاحمة على ما بأيديهم نهمة وشح ليس لغيره، وقد مكث بالجبل (٤) مدة سنين، يأكل مما بأيديهم، وكذلك الحال مدة عمره
_________
(١) إلى هنا ينتهي السقط من (ق) .
(٢) في (م) و(ق): " لوالديه من أتباعه ".
(٣) في (المطبوعة): " فرغ من ".
(٤) في (المطبوعة): " بالجبيل "، وهو خطأ.
1 / 77