والبغضاء، كما قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [المجادلة: ٢٢] (١) الآية [المجادلة -٢٢] .
فإذا فهمت هذا فهمًا جيدًا عرفت أن كثيرًا من الذين يدَّعون الدين لا يعرفونها ولا يفهمونها، وإلا فما الذي حمل المسلمين على الصبر على ذلك العذاب والأسر والضرب والهجرة إلى الحبشة مع أنه ﷺ أرحم الناس، ولو يجد لهم رخصة لأرخص لهم، كيف وقد أنزل الله عليه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ [العنكبوت: ١٠] (٢) الآية [العنكبوت -١٠] .
فإذا كانت هذه الآية فيمن وافقهم بلسانه إذا أوذي فكيف بغير ذلك؟) . انتهى كلام الشيخ ﵀.
وقد حذف منه المعترض أوله؛ لأن فيه التصريح بأن العداوة المطلوبة ذكر آلهتهم بأنهم لا يُدعون (٣) ولا ينفعون ولا يضرون، وأن من لم يصرح بذلك (ويعاديهم، ويتبرَّأ منهم ويبغضهم) (٤) ويعتقده ويدين به، لا يستقيم له إسلام، وهذا هو الحق؛ بل هو من مدلول كلمة الإخلاص؛ وهو حقيقة التوحيد، فلو وحَّد الله بعبادته ولم يشرك به، لكنه لم يأتِ (٥) بهذا ولم يعتقده، لم ينتفع بتوحيده وعدم شركه، وهذا
_________
(١) في (ق) و(م) زيادة: (يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) .
(٢) من قوله تعالى: فَإِذَا أُوذِي، إلى قول المصنف: الآية ساقطة من (ق) .
(٣) في (المطبوعة): (لا يسمعون) .
(٤) ما بين القوسين ساقط من (س) .
(٥) في (ح): " يأت " بحذف أداة النفي، وجزم الفْعل.
1 / 70