عن سبيل الله وصدف (١) عن آياته.
قال تعالى: ﴿سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٧] [الأنعام -١٥٧] .
[كل الطوائف يصنفون الكتب لنصرة مذاهبهم]
وأما قوله: (قد بسطنا القول في كتابنا: " غسل الدرن عما (٢) ركبه هذا الرجل من المحن "، وفي كتابنا: " تبصرة أولي الألباب ") .
فكأن المعترض يتمدح وينوه بأن له كتابا في الرد على شيخنا ﵀ (٣) .
فيقال: كل مبتدع وضال من سائر الطوائف على اختلاف نحلهم وتباين مذاهبهم يصنفون الكتب في نصر أقوالهم ونحلهم، فالرافضة والجهمية، والخوارج وعباد القبور، ومن يقول: إن الأولياء يتصرفون في العالم. والقائلون: بأن الله ثالث ثلاثة وأمثالهم من المبتدعة والمشركين والمعطلة يصنفون الكتب في نصر مذاهبهم، ويسمونها بأسماء مستحسنة تمويهًا على الجهال، وفيها الداء الدفين؛ والكفر الواضح المستبين، فالنصارى سموا ما أحدثوه في هذه الأعصار (٤) من التبديل والتغيير: " العهد الجديد " وسموا: " الأمانة الكبرى ". وسمى بعض من صنف في الفلسفة ومخالفة كتابه: " رسائل إخوان الصفا " وسموا ما صنف في عبادة النجوم بـ " السر المكتوم ". وبعض غلاة القبوريين
_________
(١) في (ح): " وصدق "، وهو خطأ.
(٢) في (ق): " فيما ".
(٣) سقطت " ﵀ " من (ق) .
(٤) سقطت " في هذه الأعصار " من (ق) و(م) .
1 / 64