وأما قوله: (ولا يُجَوِّز السفر إليهم حتى منع (١) السفر إلى جميع بلاد الإسلام) .
فيطالب أولا (٢) بتصحيح هذا؛ فإن صحَّ فللسلف كلام معروف في السفر إلى ما (٣) ظهر فيه شيء من شعار الكفر والفسوق لمن لم يقدر على [٨] إظهار دينه، وللقادر أيضًا كما يعرفه أهل العلم والفقه، وقد منعوا من السفر إلى بلد تظهر فيها البدع لمن خشي الفتنة، فكيف ببلد يدعى فيها غير الله ويستغاث بسواه، ويتوكَّل على ما (٤) عبد معه من الإلهة؛ بل لقد صرَّح غلاة عباد القبور بأن لمشايخهم شركة في التدبير والتصريف وبعضهم يقول: (وُكِلَ إليهم تدبير العالم) كما رأيناه وسمعناه من طوائف كثيرين (٥)؛ وقد حكاه عنهم شيخ الإسلام في مِنْهَاجِهِ (٦) .
فماذا على شيخنا رحمه الله تعالى لو حمى الحمى وسدّ الذريعة وقطع الوسيلة؟ .
لا سيّما في زمن فشا فيه الجهل وقبض العلم، وبَعُد العهد بآثار النبوة؛ وجاءت قرون لا يعرفون أصل الإسلام ومبانيه العظام، وأكثرهم يظن أن الإسلام هو التوسل بدعاء الصالحين، وقصدهم في الملمات والحوائج، وأن من أنكره جاء بمذهب خامس لا يعرف قبله.
_________
(١) في (م) و(ق): (منع من السفر) .
(٢) في (ق): " أولًا منه بتصحيح ".
(٣) في (المطبوعة): " بلد " مكان: " ما ".
(٤) في (م) و(ق): " من ".
(٥) في (ق): " كثيرة ".
(٦) انْظُرْ: " منهاج السنَّة النبوية " (٣ / ٢٧٦) .
1 / 55