ترجمة المؤلف
اسمه ولقبه وولادته وأسرته:
القاضي زكريا محمد بن زكريا الأنصاري، قاضي القضاة زين الدين أبو يحيى السُّنيكي المصري الشافعي ولد بسُنيكة (١) في سنة ست وعشرين وثمانمئة، وقيل في سنة ثلاثِ، وقيل أربع وعشرين وثمانمئة، والأول الأرجح. (٢)
وحكى "محمد بن أحمد العلائي الفيومي الأصل القاهري الحنفي" عن الشيخ السُّلَمي أنه كان يومًا بسُنيكة وإذا بامرأةِ تستجيرُ به وتستغيث أن ولدها مات أبوه، وعامل البلد النصراني قبض عليه يرومُ أن يكتبه موضع أبيه في صيد الصقور، فخلصه الشيخ منه، وقال لها: "إن أردتَ خلاصه، فافرغي عنه يشتغلُ ويقرأ بجامع الأزهر، وعليَّ كلفته". فسلمت إليه زكريا، فلا زال يشتغل حتى صارَ إلى ما صارَ إليه. (٣)
وحكى الشيخ زكريا عن فترةِ شبابه التي قضاها بالشغل والدرس دون أن يتعلق قلبه بأحد من الخلق حتى أنه كان يُصاب بالجوع الشديد، فيخرج ليلًا إلى الميضأة، فيغسل ما يجده من قشيراتِ
_________
(١) سُنَيْكَة: من قرى مصر بين بلبيس والعبَّاسية، وهي تابعة للشرقية بمصر. "معجم البلدان" ٣/ ٣٠٧، "الذيل على رفع الإصر" ص ١٤٠.
(٢) وهو قول السخاوي صديقه وصاحبه.
(٣) "الضوء اللامع" للسخاوي ٣/ ٣٣٤، "الذيل على رفع الإصر" ص ١٤٠ - ١٥٠ "الكواكب السائرة" للغزي ١/ ١٩٦ - ٢٠٧، "وكشف الظنون" ٥/ ٣٧٤، و"شذرات الذهب" ١٠/ ١٨٦ - ١٨٧، و"الأعلام" ٣/ ٤٦.
1 / 9