والعلماء ورثة الأنبياء، وملح الأرض، ومصابيح الدنيا، والأدلاء عند العلماء، ومشهورون في الأرض والسماء، قواد الناس إلى الجنة، وقيل: مداد العلماء. يوازن دم الشهداء يوم القيامة، ومن لم يحزن على موت العالم فهو منافق، وتبكي لموت العالم سكان السماوات سبعين يوما؛ فلا مصيبة أعظم من موت العلماء، وما من مؤمن يحزن على موت العالم إلا كتب الله له ثواب ألف ألف عالم، وألف ألف شهيد ورفع له فضل عمل ألف شهيد.
وقال النبي صلي الله عليه وسلم "من حقر العالم فقد حقرني، ومن حقرني فله النار، ومن مشي خطوتين في طلب العلم، أو جلس في حلقة العلم قدر فواق باقة؛ فقد وجبت له الجنة". (وفواق الناقة ما بين الحلبتين، ورجوع اللبن في الضرع بعد الحلب).
وقال النبي (صلي الله عليه وسلم): "سألت جبريل عن صاحب العلم. فقال: هو سراج أمتك في الدنيا والآخرة، طوبي لمن عرفهم وأحبهم، وويل لمن أنكر معرفتهم وأبغضهم" وكفي بكتاب الله حجة، وشفاء في تفضيل العلم وأهله؛ قوله تعالي: " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم "، وقال: " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب".
فأي كلام أبلغ وأوعظ، وأنفع وأبين من كلام رب العالمين، وهو الشفاء من كل داء، والنور والضياء.
جعلنا الله ممن تعلمه، ويفهم معناه، وعمل بما فيه، وتأدب بمعانيه، وقبل منا تلاوته؛ أنه سميع الدعاء، فعال لما يشاء.
Страница 25