فلما تركوا ذلك، وقصدوا إلى الحرب التي تأتي على الأنفس، والأموال علمنا أن من بعدهم لما عجزوا عنه أعجزوا، وأن هؤلاء: إنما يعارضون ما ذكرنا للجهل الذي فيهم، والتعجرف، والمحاكمة، والمحاربة ولما كان أولئك كفارا فلا يستحقونه، ولا يتقدمون عليه؛ لمرواتهم، وأخطارهم في ذلك. والله أعلم وبه التوفيق.
***
القول الثامن عشر
في المحكم، والمتشابه من القرآن
وذكر شيء ويراد به غيره
اختلف الناس في المحكم، والمتشابه؛ فقال قوم: إنما المحكم هو الناسخ، والمتشابه: هو المنسوخ وقال قوم: المحكم هو الفرائض، والوعد، والوعيد. والتشابه، والقصص، والأمثال، وقال قوم: إن المتشابه مثل "الم" ، "المص" ، و "كهيعص"و "حمعق"، و "حم"، وأمثال ذلك مما يحتمل تأويلين، أو أكثر، والمحكم: هو الذي تأويله تنزيله، تحب في القلب معرفته عند سماعه.
والمحكم عندنا - والله أعلم - ما كان حكمه معلقا بظاهره، ولا يحتمل وجهين مختلفين، كقوله تعالي: " لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد "، وقوله: " ليس كمثله شيء "، وقوله "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "، وقوله: " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم "، ونحو هذا.
Страница 173