وقيل: الإيمان عافية القلب؛ فإذا سكنت العافية القلب داوته، [و] إيمان القلب: هو أن يخاف الله خوفا لا يخاف مثله دونه، ويرجو الله رجاء لا يرجو مثله دونه.
وقال أبو علي (رحمه الله): العالم يسأل مسألة الجاهل، ويحفظ حفظ العاقل وقال أبو عبدالله: أول العلم الصمت، والثاني: الاستماع، والثالث: الحفظ، والرابع: نشره والعمل به، وروي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وقال: اطلبوا العلم قبل أن يرفع، ورفعه ذهاب أهله".
فصل:
وقيل: إن الله خلق العلم، وجعل له من خلقه من يحفظه، ويفتي به، ويذب عنه، ويحميه ولولا ذلك لبادت فنون العلم، وفني، ودرس ونسي، وقال النبي صلي الله عليه وسلم: "إن الأرض لا تخلو من قائم لله بعلم"، وقال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، وقال: "العلم حياة الإسلام وعماد الدين"، وقال: العلم يزيد الشريف شرفا، ويرفع المملوك حتى يدرك رتب الملوك"، والعلم خير من المال، المال محروس والعلم حارس، والمال ينقصه الإنفاق، والعلم يزداد على الإنفاق، قال عبد الله بن العباس: تذللت طالبا فعززت مطلوبا؛ وإذا أراد الله بالناس خيرا، جعل العلم في ملوكهم، والملك في علمائهم.
وقال ابن عباس (رضي الله عنه): وجدت عامة علم رسول صلي الله عليه وسلم عند هذا الحي من الأنصار، وإني كنت لأقيل بباب أحدهم من الهواجر، ولو شئت لأذن لي؛ ولكني أبتغي طيبة نفسه، والخفة على قلبه.
وقال عمر بن عبد العزيز: ما قرن شئ أحسن من حلم إلى علم، وقال: العلم زين للغني، وعون للفقير، وقال عروة بن الزبير لبنيه: تعلموا فإن تكونوا صغار قوم فعسي أن تكونوا كبار آخرين، وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: تعلموا العلم؛ فإن تعليمه لله خشية، وطلبه عبادة، والبحث عنه جهاد، ومذاكرته تسبيح، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة.
Страница 20